ها أنا الآنْ
بعد عامَينِ
أعود إليكْ
ها أنا الآنْ
في المقهى قربكَ
أيها البحرُ
أدعوكَ
لتشرب مثلي
القهوة ذات الوجهِ الأسود
ذات الروحْ البيضاء
هيَّا
أحكي لكَ
تحكي لي
إنّي لا أنساكَ
كما تنساني
لولا بعض موجاتكَ
ترحل منك إليّ
بلا استئذان
حيناً بعد حينْ
تعانقني
تُقبّلني في وجهي
وإن كانت حاميةً
كالجمر
إنّها أرحم منكَ
وأوفى بالعهدْ
يا صديقي الغريبْ
في القرب
وفي البعدْ
إنّي أحلم
أنْ أرميَ صدري
في صدركَ
حتى أسمع أسراركَ
حتى أراك كما أنتَ
وحتى تراني
وأنا الآن آخرْ
يا صديقي الغريبْ
سيأتي لنا وقتٌ
فيه تجفُّ
فلا يبقى إلّا الرمل
كما سأجفُّ
فلا يبقى منّي
إلا بعض الكلماتِ
تُعزّيني
في السر وفي الجهرْ
يا صديقي الغريبْ
سنظلّ معاً أخوين
حين أزوركَ
وحدي بلا جسدٍ
ربما
سنكون معاً
واحداً
لا تبوح
كما أنّني
لا أبوحْ
سنكون معاً
في الصلاةِ
نرتّل تسبيحةً
دون انتهاءْ
* شاعر من المغرب