تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "يجمع كتّابَ جيل همٌّ مشترك، لكن لكلّ كاتب تجربته الخاصّة وأفكاره ومعاركه الإنسانية واليومية"، تقول القاصّة المصرية في لقائها مع "العربي الجديد".
■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟
- في رأيي كلُّ كتابة جديدة تُعبّر بالضرورة عن اللحظة الحالية، يشتبك كاتبُها مع الواقع ويتحدّث بمفرداته ويكسر قوالب الكتابات الكلاسيكية. الكتابة عمليةٌ إبداعية تستطيع تطويع الزمن وأساليب السرد، والكاتب الذكيّ يعرف كيف يُعبّر عن صوته الشخصي دون تأثُّر بكتابات أُخرى، ويُقدّم أفكاراً طازجة ويطرح دوماً أسئلة تشغله وتُعبّر عنه.
■ هل تشعرين بأنك جزء من جيل أدبي له ملامحه، وما هذه الملامح؟
- أنا محظوظة بانتمائي إلى هذا الجيل؛ الجيل الذي شهد الثورة واشتبك مع واقعها وأحلامها، هذا الجيل يجاهد الآن ليبقى صوتُه مسموعاً. في رأيي، جيلي تحوّل إلى تجارب فردية، يجمعنا همٌّ اجتماعي مشترك، لكن لكلّ كاتب تجربته الخاصّة وأفكاره ومعاركه الإنسانية واليومية. يمكنني القول إنّنا جيل يحاول فهم موقعه الحالي من الخريطة، يطرح الأسئلة ولا ينتظر إجابات.
■ كيف علاقتك بالأجيال السابقة؟
- لولا كتاباتهم لما تشكّلت ذائقتي الأدبية. ما زلتُ إلى الآن أعود إلى قراءة أعمال قديمة لكتّاب تأثّرت بهم، فأكتسب خبرات أكثر في فنون الكتابة وأستمتع ببراعتهم اللغوية. شخصياً، تربطني صداقات قوية بكتّاب من أجيال تسبقني، وصداقاتهم تُحدث توازناً كبيراً في حياتي وأفكاري.
محظوظةٌ بانتمائي إلى جيل شهد الثورة واشتبك مع واقعها وأحلامها
■ كيف تصفين علاقتك بالبيئة الثقافية في بلدك؟
- أتابع دائماً الإنتاجات الإبداعية الحديثة لزملائي، سواء الذين تربطني بهم صداقات أو لا، وانحيازي الدائم للكتابة الأصيلة والذكية التي تعجبني وتشبه ذائقتي.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- مجموعتي القصصية "في مدّ الظل" أوّل أعمالي المنشورة، أرسلتُها إلى دار النشر وأبدت على الفور حماستها لنشرها. صدرت المجموعة وأنا في عمر الثالثة والثلاثين من العمر.
■ أين تنشرين؟
- صدرت المجموعة عن "مؤسّسة بتانة الثقافية" في القاهرة، أمّا مقالاتي عن الأدب والسينما، فأنشرها في عدد من المنصّات والمواقع الثقافية المصرية واللبنانية.
■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك بالقراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- كلّها دون شك. القراءة جزء أساسي من نشاطي اليومي، عندي قراءات مخطّطة بسبب متطلّبات عملي، أمّا قراءاتي الشخصية فتكون عشوائية بدرجة كبيرة، وأُحدّدها وفق مزاجي الشخصي. أحياناً أتوق إلى قراءة الشعر فقط، وأحياناً أُخرى إلى القصص القصيرة، وأغلب الوقت أختار كتّاباً بعينهم وأنتقي من أعمالهم ما لم أقرأه بعد.
■ هل تقرئين بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- أغلب قراءاتي الأدبية باللغة العربية.
■ كيف تنظرين إلى الترجمة، وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكِ؟
- الترجمة بوّابة كبيرة يجب العبور منها، مهمّ أن يطّلع الكاتب على أفكار الكتّاب من ثقافات مختلفة عنه. أتمنّى بالطبع أن تترجم قصصي القصيرة وأن تصل شخصياتي التي تتجوّل في أحياء شعبية مصرية إلى قارئ أجنبي يتمنّى أن يرى هذه الشخصيات في الواقع.
■ ماذا تكتبين الآن وما إصدارك القادم؟
- أعمل الآن على مشروعي الجديد؛ وهو مجموعة قصصية حصلَت على منحة من "مؤسّسة المورد الثقافي"، ومن المتوقَّع أن أنتهي منها العام المقبل.
بطاقة
قاصة مصرية من مواليد القاهرة عام 1988. صدرت لها، العام الماضي، مجموعةٌ قصصية بعنوان "في مدّ الظل"، ورواية بعنوان "شتاء الكتب الأخير". تنشر مقالات عن الأدب والسينما في مواقع مصرية وعربية.