تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "الشجرة الأولى ضروريّة لتكوين الغابة"، يقول الكاتب التونسي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- الكتابة الجديدة هي الشرارة التي تُومِض في سماء العالم من أجل إنارة زوايا أُخرى من هذا الوجود. كلُّ نصٍّ جديدٍ، إذن، خطوةٌ جديدة نحو الآخر ونحو الغيري ونحو الآتي. لكنّ ذلك يتطلّب الجدّة في الأسلوب والدلالة وليس الجدّة الزمنية التي قد تُخفي بحداثة زمنها عتيقَ رؤيتها.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- أعتبر نفسي جزءاً من جيل جديد من النقّاد لم يتشكّل بعد، أو هو ما يزال يبحثُ عن ملامحه، في سياقٍ ثقافي، يتراجع فيه النقد الأدبي كمّاً وكيفاً، لكنّ الشجرة الأولى ضروريّةٌ لتكوين الغابة.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السّابقة؟
- الأجيالُ السابقة في النقد والأدب، هي الروافد، التي منها اشتعلت شرارة الرؤيا والعلاقة معها علاقة تأثُّر وامتداد في مسار الزمن والكتابة.
كلُّ نصٍّ هو خطوةٌ أخرى نحو الآخر والغيري والآتي
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- في تونس، البيئة الثقافية منفتحةٌ، وقادرة إلى حدٍّ ما، على استيعاب قدرٍ كبيرٍ من التّصادي والتجاذُب في المواقف والأفكار وهذا يتيح لي كناقدٍ حداثي أن أتفاعل مع الوسط الثقافي الذي أنتمي إليه بحرّية وأن أُعطي من عقلي وآخذ من عقل غيري حتى تتّسع رؤية الأشياء وتتعمّق موضوعية التفسير.
■ كيف صدر كتابك الأوّل وكم كان عمرك؟
- كتابي الأوّل "النزوع الدرامي في شعر نوري الجرّاح" هو رسالة ماجستير نُوقشت في جامعة تونس، وكانت أوّل بحث أكاديميّ عميق يدرُس شعر نوري الجرّاح، الأمر الذي لفت انتباه "المؤسّسة العربية للدراسات والنّشر" وحرصت على طباعته. وقد كان عمري آنذاك 27 سنة.
■ أين تنشر؟
- أنشر مقالات نقديّة حول نظريات أدبية أو تجارب شعرية حداثية وجديدة في عدّة مجلّات مثل مجلّة "الجديد" اللندنية، ومجلة "شعر" التونسية.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة؟
- عادةً ما أنصرف إلى قراءة الدراسات النقدية وكتب الفلسفة، وذلك بحكم صفتي كباحث وناقد، إضافة إلى قراءة التجارب الشعرية الجديدة التي أرى أنّها ستضيف لي الكثير، فقراءتي، عادة قراءة منظّمة ومخطّطة. أمّا القراءة عندي فهي الحياة.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربيّة؟
- نعم، أقرأ باللّغة الفرنسية.
■ كيف تنظر إلى التّرجمة وهل لديك رغبة في أن تترجم أعمالك؟
- الترجمة عندي، هي جسر لبلوغ الآخر وطريقة من طرائق تفاعُل الثقافات، وبها تتطوّر كتابة كلّ ثقافة عبر جدليّة التأثُّر والتأثير. وبالتأكيد، من الجميل أن تُتَرجَم أعمالي إلى لغات أُخرى.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- أصدرتُ منذ فترة وجيزة كتابي النقدي الثاني "اللاقصيدة والضوء" وهو مجموعة مقالات نقدية، أمّا إصداري القادم سيكون أطروحة الدكتوراه وموضوعها المكان في الشعر العربي المعاصر، أشكال حضوره ودلالاته.
بطاقة
أيمن باي، أكاديمي وباحث في الأدب العربي الحديث من مواليد تونس (1989). عضو في "الجمعيّة التونسية للأدب المقارن". من إصداراته: "النزوع الدرامي في شعر نوري الجراح" عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، بيروت، (2017)، و"اللاقصيدة والضوء" عن دار "شمس للنشر والتوزيع"، ألمانيا، (2021).