تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "أحبّ أن أُبقي القراءة والكتابة بعيدتين عن إطار "الواجب" تقول الكاتبة اللبنانية في حديثها إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟
- كلّ كتابة هي تعبير عن روح عصرها وتكملة لأسلوب الحياة الذي يعيشه الكاتب. الكتابة الجديدة خرجت بشكل كبير من القضايا الجماعية الكبرى وأصبحت معنية بتجارب فردية تعبّر عن الحالة الخاصّة لوجدان الكاتب وهمومه ومشاغله.
■ هل تشعرين نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- أظنّ أنّ عنصر الوقت مهمّ في كشف وبلورة مراحل كلّ جيل وأنه من المبكر الحديث عن ملامح واضحة لجيلنا. لكنّ ما ذكرته سابقاً بشأن ترك القضايا الكبرى والتوجّه إلى الفردية أصبح سمة واضحة.
■ كيف هي علاقتكِ مع الأجيال السابقة؟
- الأجيال السابقة والأعمال السابقة، سواء أحببناها أم لا، تبقى حجر أساس في تكوين لغتنا ووجداننا ووعينا الأدبي. أحبّ أن واحداً من أفضل كتّابي على الإطلاق هو كاتب لبناني: ميخائيل نعيمة.
■ كيف تصفين علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- أنا انطوائية بطبعي، وهذا يجعل دائرة معارفي ضيّقة جداً، وحضوري الأمسيات والمناسبات الثقافية يكاد يكون منعدماً. عدا عن ذلك، فأنا أحترم الجميع.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- صدر ديوان "فليكن" عن "الدار العربية للعلوم ـ ناشرون" وأنا في التاسعة والعشرين من عمري. كنت قد بدأت الكتابة في أوّل العشرينيات، ولكنّ فكرة النشر ودخول الوسط الأدبي لم تكن مطروحة حتى نصحني بعض الشعراء الذين يكبرونني سنًاً وخِبرة أنه آن الأوان كي أشارك تجربتي مع الآخرين، وهذا ما حدث.
■ أين تنشرين؟
- أنشر على صفحاتي في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف والمواقع الإلكترونية حين يُطلَب منّي.
■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك مع القراءة: منهجية، مخطّطة، عفوية، عشوائية؟
- أحبّ أن أعامل القراءة كما أعامل الكتابة. وسط كل الضغوط والواجبات الحياتية أحبّ أن أُبقي القراءة والكتابة بعيدتين عن إطار "الواجب". أقرأ بمزاجية وقد أعيد قراءة كتاب أو رواية أكثر من مرّة، بينما أتوقّف عن قراءة عمل مشهور جدّاً في أوله، وأتصالح مع فكرة أنني لم أحبّه بمعزل عمّا يظنّه الجميع.
■ هل تقرئين بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- بصفتي مدرّسة لغة إنكليزية، نصف قراءاتي يكون بهذه اللغة.
■ كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكوني كاتبة مترجَمة؟
- أجد الترجمة عملاً مهمّاً ودقيقاً جدّاً، يتطلّب ــ إلى جانب المهارة اللغوية ــ دراية عالية بشخصيّة وحياة الكاتب الذي تتمّ ترجمته. وأظنّ أنه لا يجوز ترجمة الشعر إلّا من قبل شعراء.
■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك القادم؟
- كوني أكتب الشعر فأنا لا أعلم متى سيأتي ومتى سيذهب ولا بأي شكلٍ سيبقى. كتبت ديوان "منارات لتضليل الوقت" على مدى ثلاث سنوات. سأكون سعيدة لو تكرّر الأمر بعد ثلاث سنوات.
بطاقة
شاعرة لبنانية من مواليد عام 1988. حاصلة على إجازة في اللغة الإنكليزية وآدابها، وشهادة ماجستير في تدريس مناهج اللغة الإنكليزية من الجامعة الأميركية في بيروت. تعمل في التدريس والترجمة الأدبية. صدرت لها ثلاث مجموعات شعرية: "فليكن" (2016)، "روح قديمة" (2018)، و"منارات لتضليل الوقت" الصادرة حديثاً عن "دار النهضة العربية" في بيروت.