تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة، مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "يمكن وصف الجيل الأدبي الحالي بأنّه منفتح على كل القضايا والأفكار"، يقول الكاتب العراقي في حديثه لـ"العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
نحن نعيش في عصر السرعة والعولمة، ولعلّ ذلك يتجلّى حين نجد القارئ الحديث يحبّذ أن تبدأ الرواية بحدث ما، يُدخله مباشرة في عالمها، ثمّ يتعرّف على الشخصيات، على عكس الروايات الكلاسيكية. ويُضاف إلى ذلك وجود النزعة الفردية والأسئلة الوجودية الناجمة عن لا معنى العصر، وبالتالي نبذ أحادية المعنى. كما تتميّز الكتابة الجديدة بشموليّتها، وكسر التابوهات، وتقاطَع الشرق والغرب.
■ هل تشعر بأنك جزء من جيل أدبي له ملامحه؟ وما هي هذه الملامح؟
لا أعتقد أنّ الجيل الجديد من الكتّاب تجمع بينهم سمات محدَّدة يمكن تعيينها بدقّة؛ إذ يمكن وصف الجيل الأدبي الحالي بأنّه منفتح على كلّ القضايا والأفكار، لا سيّما تلك الناجمة عن تقاطع الشرق والغرب. لكن، وفي نفس الوقت، فإنَّ هذا لا يعني أنّه يخرج من إطار قضاياه الاجتماعية والسياسية التي يعيشها، بل تُتاح له الفرصة بأن ينظر لها من زوايا مختلفة، ويستثمر ذلك في كتابة إبداعية جديدة.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
يمكن وصفها بعلاقة التلميذ مع الأستاذ. لا سيّما أنّ العديد منهم قد صوَّر الواقع في الحقبة السابقة، فنجد تداخُل الحرب والحب والاغتراب والخوف من السُّلطة سمةً بارزة وشهادة حيّة على سوداوية تلك السنين. وهذا ما يميّز الكتابة الروائية عن الكتابة التاريخية، فهي تمنحنا منظور الأشخاص؛ كي تؤثّر في وجداننا قبل أفكارنا.
أحاول التمسُّك بنظرة نقدية وشكّية حول كلّ كتاب أقرأه
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
يمكن وصفها بالمتذبذبة؛ فإنّي أحيّي الجهود التي تُبذَل من قِبل البعض للنهوض بواقع المشهد الثقافي، وفي نفس الوقت أنتقد بعض المتصدِّرين لهذ المشهد على بعض الأفعال. لكنّنا بالعموم نحتاج إلى المزيد من الجهود للنهوض بواقعنا الثقافي، بغية استثماره للنهوض بالواقع الاجتماعي.
■ كيف صدر كتابك الأوَّل؟ وكم كان عمرك؟
صدرت رواية "نعيق الغربان" سنة 2022، عن "منشورات بصرياثا"، وكنت في الثانية والعشرين.
■ أين تنشر؟
في مواقع التواصل الاجتماعي.
■ كيف تقرأ؟ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخطَّطة، عفوية، عشوائية؟
أحاول التمسُّك بنظرة نقدية شكّية لكلّ كتاب أقرأه؛ ولذلك فأنا أقرأ دائمًا الرأي والرأي المضاد، آملاً التوصّل لآراء تكون حيادية قدر الإمكان. قراءاتي عشوائية تارة ومخطّطة تارة أُخرى، وتكون الثانية نتاج الأولى.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربيَّة؟
أحاول جاهداً القراءة باللغة الإنكليزية، لكونها لغة العالم المعاصر، ولكنِّي ما زلت في البدايات.
■ كيف تنظر إلى الترجمة؟ وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجِماً؟
قال خوسيه ساراماغو، الحائز على جائزة "نوبل" للآداب: "يصنع الكتّاب أدباً قومياً، بينما يصنع المترجمون أدباً عالمياً"، وهذا يوضح بجلاء أهمية الترجمة بكونها نافذة بين الثقافات المختلفة. أمّا على الصعيد الشخصي، فإنِّي أطمح إلى ترجمة روايتي سعياً للوصول إلى المزيد من القرّاء.
■ ماذا تكتب الآن؟ وما هو إصدارك المقبل؟
كان لديَّ مشروع رواية فلسفية، لكنّي توقّفت لأسباب شخصية. ولذلك، فإنّ الإصدار المقبل لا تزال ملامحه غير معروفة، لكنِّي أرجّح أن يكون في مجال الرواية البوليسية.
بطاقة
كاتبٌ عراقي من مواليد البصرة عام 1999. صدر كتابُه الأوّل، وهو روايةٌ بعنوان "نعيق الغربان" عن "منشورات بصرياثا" هذا العام .