■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
ربما لم يمرّ الوقت الكافي بعد لكي تتغيّر الكتابة الجديدة تغيّراً جذرياً، مثل تغيّرات الكتابة السابقة من حيث المضمون، لكي نفهمها على أنها كتابة جديدة؛ كما فهم جيل بوكوفسكي جِدَّة كتابتِهِ عند مقارنتِها بكتابة كونراد أو زولا مثلاً. إلا أنها تغيّرت من حيث الرّوح والجرأة في الطرح، وخصوصاً في الشقّين السياسيّ والدينيّ. روحُ الكتابة الجديدة هي روحٌ رقميّة بامتياز؛ لم تعد بحاجةٍ الى وساطاتٍ وهِبات. هي كتابةٌ غير محتكَرة وسهلةُ الوصولِ ويُعابُ عليها فقط أنّها آنيّةٌ وضعيفةُ التأثيرِ أحياناً.
■ هل تشعر بأنّك جزء من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
هذا السؤال يربِكُني. تماماً كما الجيل الحاليّ الذي أنتمي إليه. هذا الجيلُ الذي أرهقتْهُ ظروفٌ استثنائيّة. جيلٌ يحلُمُ بحريّةِ تعبيرٍ لا حدودَ لها.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
أعترفُ أنني ما زلتُ معجباً بأدبِ أواخرِ القرن التاسع عشر حتى سبعينات القرن العشرين أكثر من أيّة فترةٍ أخرى، الفترةُ التي قدّمَتْ أعظَمَ الأفكارِ في حقولِ الأدبِ والفلسفةِ والفنّ وعلم النفس، والتي كانت وليدةَ فترةٍ متغيّرةٍ وحسّاسة جداً في تاريخ الإنسانية على كافة الأصعدة: سياسيّاً وعسكريّاً واقتصاديّاً وتكنولوجيّاً.
الكتابة اليوم غير محتكَرة وسهلةُ الوصولِ عيبُها أنّها آنيّة
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
لا يوجدُ أيّ تواصلٍ مع الأوساط الثقافيّة كمؤسساتٍ في سورية بسبب الواقع الراهن، أما عن الأفراد فأنا أتابعُ بإعجابٍ شديدٍ النجاحات التي حقَّقَها العديدُ من الكتّاب السوريين في العالم العربي وأوروبا. التواصلُ الأكبرُ حالياً هو مع البيئة الثقافيّة السوريّة في الخارج.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
صدرْت روايتي الأولى "غيلان" في بيروت عن "جمعية كمال بيروتي الثقافية" في عام 2016. وكان عمري 29 عاماً.
■ أين تنشر؟
أتعاونُ حالياً مع دار "هُنّ للنّشر" في مصر.
الترجمة عرَّفتني بشركاءِ الرّوح
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
علاقتي بالقراءة علاقةٌ معقّدةٌ لا تخضَعُ لتعريفات. أحاولُ أن أقرأ في كلِّ مكانٍ، وعن أيّ شيءٍ، ولا أعتبرُ أنَّ هناك قراءةٌ في مجالٍ واحدٍ تفيدُ التخصُّص. القراءةُ فضولٌ يأخُذُنا إلى عوالِمَ لا نعلَمُ كيف انتهى بنا المطافُ عندها.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
أقرأُ باللغتين الألمانيّة والإنكليزيّة، ولكن على نحو أقلّ من قراءتي باللغة العربية.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
الترجمة عرَّفتني بشركاءِ الرّوح. عدمُ القدرةِ على قراءةِ دوستويفسكي قد يكون كابوساً حقيقياً. الترجمةُ عرَّفتنا بأعظم الكتب على مَرّ العصور، وهي بنفس الوقت الجزء الأصعب الذي يطمحُ إليه الكاتب. بكلِّ تأكيد، هي إحدى خططي التي أعملُ من أجلها جدّياً ولا سيما الترجمة للغة الألمانية التي أمارسُها يومياًّ، والتي أصبحتْ جزءاً أساسياًّ من بنائي الفكري.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
أكتُبُ روايتي الثالثة، وهي روايةٌ في الخيالِ الفلسَفيّ.
بطاقة
كاتب سوري من مواليد حمص عام 1987. نشأ في دمشق ودرس في مدارسها. حاصل على إجازة في الاقتصاد من جامعة دمشق ويقيم حالياً في فيينا. صدرت له روايتان: "غيلان" (2016) و"مجهول فوق السطح"؛ صدرت الطبعة الأولى عن "جمعية كمال بيروتي الثقافية" (2018) والطبعة الثانية عن دار "هُنّ للنشر" في مصر (2021).