خطّاف
آه لو صرتُ خطّافًا
بذيلي المقصوص أغدو
وبه أجيء
لا أفهم لمَ يضيءُ ألمكم هكذا
حين تبكون فوق أمواتكم
في غدوي تموت احتمالاتٌ لا تُحصى
وفي مجيئي تولد في الرّيح
قد أكون أنا نفسي
أو صورةً في ذاكرة الشّمس القديمة
قد أكون حيًّا قصّ الموت ذيلي
أو ميتًا مربوطًا إلى ذيل الحياة.
■ ■ ■
اعتذار
أعتذر من كلّ الذين فتحوا باب شعري ووجدوا الموت مختبئًا وراءه، فارتجّت أرواحهم الرقيقة لمرأى هذا الوحش الغريب القادم من كوكب آخر. صدّقوني، هذي ليست دسائسي، إنّما كُسرت أقفالي وأنا أتنزّه فوق سفوح حياتنا الرّغيدة، حيث خلدتم هناك أنتم وأسلافكم وآلهتكم. أما أنا فلا أعرف كيف رُميت من أعلى سوركم العظيم فسقطت فوق جثّة، قلبتها فكانت لأبي. ولم يتكلّف أحدٌ منكم بتعويضي هذه الضرر التقنيّ.
هذا الضررُ يسمّى تحوّل اليرقة إلى فراشة
ضررٌ في الشّكل ليس إلا
فالجبل حين ينبطح واهنًا كشيخ
يصير مرجًا خصبًا
سأقايضكم بما تبقّى من حياتي
وآخذ هذه الرمية
أتفسّخ من سباتي وأنمو
أشرب كؤوسًا من الحليب
تتراءى لكم زبد الكلام الذي انتهى
أنا رسالةُ مُدنفٍ بعيد
هي بضع حيواتٍ ريثما أصل وأُقرأ
أفتح أبوابًا كثيرةً وأطلّ وراءها
هاتان العينان
جسران يعبران أنهر النهايات التي
سُحلتم فيها من فرط ما نظر خوفكم إليها
مرميّةً في الضفّة المقابلة
أنتظر تفسّخي العظيم
من كان منكم بلا موت فليرمني بحجر
لقد نزلتم النهر مرّتين وثلاث
رسائلكم تنزل معكم وتخضلُّ
بينما سيداهم أحدُهم بيوتَكم
ويكسر الأقفال.
■ ■ ■
تهليلة
تعبتُ وأنا أشبّه أشياءً بأشياء
فأنا بالكاد أرى الأشياء كما هي
الفُلّة في حديقتي تعبت هي الأخرى
أحدهم مرّ وقال إنّها مثل حقل من القطن
فراحت تمدّ ذراعيها وقوائمها حتّى تمزّقت أليافها
كنتُ أشبّه الموت
بظلمةٍ سخماء أضعنا فيها مفتاح الباب
بحلمٍ لا يقظة منه
بجوف صنمٍ نتذلّل إليه
إلى أن أرتطم أبي بالأرض ومات
فصار الموت موتًا
موتًا فقط
أنا بريئةٌ من التشبيه
شبّهت نفسي بسنبلةٍ وعلقت فيها
فظلّ داروِن، منذها، صافنًا في طاولته
أنا بريئةٌ من الشّعر
هذه تهاليل أكتبها لأنام
هذه أحجبة أطويها لأعاود الكتابة.
* شاعرة من فلسطين