عارف الريّس.. استعادة الفنان التشكيلي اللبناني

19 اغسطس 2021
(عارف الريّس، 1928 - 2005)
+ الخط -

يشير الباحث والفنان اللبناني عدنان خوجة في دراسته "مظاهر ثقافة الخوف في الفن التشكيلي اللبناني" إلى بروز جيل من الفنانين اللبنانيين عبّر عن رفضه لهزيمة حزيران/ يونيو عام 1967، من خلال أعمال تستحضر الأسطورة والروايات التاريخية والبطولة المخبوءة لمواجهة العدو الإسرائيلي.

كان عارف الريس أحد هؤلاء الفنانين، حيث جاءت لوحاته، بحسب خوجة، "زاخرة بالجموع المتحركة ضمن أطر متشابكة ومتناقضة أحياناً، مندفعة باستمرار، لا تعرف الاستكانة وهي ترفع شعارات اتخذت لنفسها مكاناً على سطح اللوحة وكأنها لغة تشكيلية مما يدفعنا لاستذكار الملصق السياسي ودوره الفني والسياسي في أواسط القرن الماضي في أوروبا".

(من أعمال عارف الريّس)
(من أعمال عارف الريّس)

عُرف الفنان التشكيلي اللبناني (1928 -2005) بغزارة الإنتاج وتنوّع تجربته، التي شكّلت الحياة اليومية والراهن السياسي والاجتماعي موضوعاتها الأساسية، بين الحروفيات والرسم والنحت والجداريات، إلى جانب تأليفه عدّة مؤلفات تجمع بين السيرة الذاتية وتأملاته في الفن والحياة.

يستعيد "غاليري صفير زملر" في بيروت عارف الريس في معرض يجمع مختارات من لوحاته ورسومات الحبر والكولاج والمنحوتات التي قدّمها خلال أكثر من نصف قرن، والذي تأجل افتتاحه إلى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر المقبل ويتواصل حتى منتصف آذار/ مارس 2022، بعدما كان مقرراً انطلاقه الخميس المقبل.

(من أعمال عارف الريّس)
(من أعمال عارف الريّس)

يقام المعرض بإشراف القيّمة كاثرين ديفيد، ويعود المنظّمون إلى بداياته التي قدّمها في معرضه الأول بقاعة "ويست هول" بـ"الجامعة الأميركية/ بيروت" عام 1948، حيث انتقل إلى السنغال في السنة نفسها حيث عمل والده هناك في التجارة، لكنه سيسافر منها إلى باريس حيث التحق بالفنون الجميلة، ثم تركها بعد شهر لينتسب إلى "المحترف الحر" للفنان فرنان بيجيه، ومنه انتقل إلى محترف أندريه لوت وهنري غنز للحفر وزادكين للنحت، وبعد ذلك التحق بأكاديمية "غراند شوميير" للرسم، حيث تخرّج منها وعاد إلى أفريقيا.

يضمّ المعرض أيضاً أعمالاً تبرز تأثّره بالمناخات والرموز الأفريقية نفّذها في الخمسينيات، وتنزع نحو محاكاة شاعرية لطبيعة القارة السمراء عبر استخدام الألوان الحارة، كما تعرض نماذج من جدارياته التي أبرزت احتجاجه على السلطة وسياساتها خلال السبعينيات في لبنان.

إلى جانب أعمال الحبر والكولاج التي تحتوي على تكوينات جريئة مستخدماً صوراً فوتوغرافية ومطبوعات صحافية وتحمل طابعاً ساخراً من الأوضاع السياسية في بلاده، كما يتناول بعضها وحشية الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975، واستمرت خمسة عشر عاماً.

كما تظهر أعماله النحتية تجريباً عالياً يعكس مفاهيمه وفلسفته حول الوجود الإنساني، ورؤيته حول قمع السلطة بمستوياتها المتعدّدة للفرد، والتي عبّر عنها بأشكال مجسّمة تختبئ تحت جلدها وترتدّ على ذاتها، بأسلوب تعبيري.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون