عبد القادر عبد العالي.. في السياسة المقارنة وقضاياها

14 سبتمبر 2023
محجوب بن بلة/ الجزائر
+ الخط -

صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "السياسة المقارنة: مقدمة في النظريات والقضايا" لعالم الاجتماع والسياسة والباحث الجزائري عبد القادر عبد العالي

يتضمن الكتاب تسعة وعشرين فصلًا تتوزع على ستة أقسام، تتمحور جميعها حول مواضيع السياسة المقارنة، والنظم السياسية المختلفة وأنواعها، وكذلك أنواع الحكومات والدول، والأحزاب ونظمها، والأنظمة الانتخابية وجماعات المصالح، وكل ما يتعلق بالسياسة من شؤون الثقافة والتنمية والانتقال الديمقراطي، كما يتطرق إلى العولمة وتأثيرها في الأنظمة السياسية، وكيفية تقييم العملية السياسية، والهندسة السياسية، ويتناول الديمقراطية وقياس جودتها.

يركز الكتاب على أهم نظريات المنهجية المقارنة من دون ادعاء استيعابها، لاستحالة ذلك في كتاب موجز، فإنه يحتاج إلى سلسلة موسوعية كاملة تستوعب التطورات وترصدها، وتنظِّر لنظم السياسة المقارنة بوصفها حقلًا متميزًا في علم السياسة، مثل النظرية السياسية والعلاقات الدولية والإدارة العامة، إضافة إلى السياسات العامة والمنهجية.

يتطرق الكتاب إلى العولمة وتأثيرها في الأنظمة السياسية، وكيفية تقييم العملية السياسية، والهندسة السياسية

ويتوجّه إلى طلاب العلوم السياسية، وعلم الاجتماع السياسي خصوصًا والعلوم الاجتماعية عمومًا، لا سيما طلاب الدراسات العليا، كما يتوجه إلى القراء المهتمين بالتحليل السياسي والحياة السياسية العامة.

ويتناول المؤلّف الأسئلةَ الشائعة في الحقل السياسي: ماذا نقصد بالنظام السياسي؟ وما الذي ندرسه فيه تحديدًا؟ وما الاقترابات والنظريات السياسية المقارنة التي تقدم فهمًا أوسع للعملية السياسية والتغيير المؤسسي؟ وكيف يُربَط تصنيف الأنظمة السياسية ودراستها بأسلوب بحثي مقارن؟ وكيف تمكن دراسة الأنظمة السياسية وأشكال الدول والحكومات بصفة متمايزة؟ وما أهمية وجود تنظيمات سياسية؟ وما معالم العمليات السياسية المحدِّدة مستقبل النظام السياسي ومساره في اتجاه تحول يحقق الجودة في السياسة؟

بدأت رحلة الكتاب من خلال محاضرات في النظم السياسية لطلاب العلوم السياسية في الجامعات الجزائرية، ثم طوِّرت إلى فصول تدرس الجوانب الأساسية المتعلقة بالمواضيع الفرعية للسياسة المقارنة. وعلى الرغم من عدم زعم مؤلفه الإحاطة الكاملة بأدبيات الحقل المدروس ومواضيعه، فإنه وجَّهه إلى ثلاث فئات من القارئين: القارئ العادي الراغب في توسيع مخزون ثقافته السياسية، والإعلاميين الساعين إلى تعميق قدراتهم على التحليل السياسي، وطلاب الدراسات المتخصصة والباحثين في العلوم السياسية وعلم الاجتماع؛ لاختصار جهودهم وأوقاتهم في الوصول إلى المواضيع التي يبغونها.

غلاف الكتاب

يحتوي القسم الأول من الكتاب على مقدمات تعريفية عامة وضرورية للباحث في حقل السياسة، كما يتناول مسألة المنهج المقارن وأهميته، ويتعرض إلى تشريح مكونات النظام السياسي، وتوضيح طريقة دراسة الأنظمة السياسية من حيث العناصر والمتغيرات المحورية الأساسية المعتمدة في دراستها.

ويستعرض القسم الثاني أهم النظريات والاقترابات وأساليب التحليل التفسيري حول النظم السياسية والمؤسسات، ويركز على المداخل النظرية الكثيرة والمهمة والرائجة في حقل الدراسة، الذي يحتل التحليل القانوني موقع البداية في تبلوره وظهوره، ويليه في الأهمية من حيث التعاقب الزمني التحليل المؤسسي، الذي أصبح ركنًا مهمًّا وأداة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها في أي تحليل سياسي. ويتناول القسم التحليل النسقي الذي شكَّل أو كاد ثورةً نظرية ومفاهيمية في السياسة المقارنة، كما يبحث في النظرية البنيوية الوظيفية وكيفية تطبيقها في التحليل السياسي عند روادها البارزين، وعلاقة الدولة بالمجتمع ودورها فيه، وسد هذا الدور فجوة التفاعلية بين الدولة ومجتمعها. وأخيرًا يبحث القسم نظريات الطابع التنظيمي للنسق السياسي للدول، وتوسع ظاهرة الكوربوراتية، وأشكال التعاضديات في الأنظمة السياسية للسيطرة والتحكم في مخرجات السياسة العامة، وضبط المطالب الاجتماعية والسياسية.

وخُصص القسمان الثالث والرابع من الكتاب لتحليل السياسة المقارنة في شكل يمكِّن من الإلمام بأكبر قدر من الأساليب التحليلية للتمييز بين الأنساق السياسية التي تختص بدراسة الدولة وتلك التي تختص بدراسة الأنظمة الحكومية، وكذلك لدراسة أشكال الحكومات، وتصنيف الأنظمة السياسية وخصائصها، والدول والنظريات المتعلقة بنشأتها ووظيفتها وقدراتها، والتنظيمات والمؤسسات السياسية غير الرسمية: الأحزاب السياسية، وجماعات الضغط وجماعات المصلحة. ولأهمية الظاهرة الحزبية وعلاقاتها الوظيفية بالانتخابات، جرى التطرق بتوسع إلى الأنظمة الحزبية والأنظمة الانتخابية.

ويحاول القسم الخامس الإجابة عن سؤال محوري آخر حول المظاهر الرئيسة للعملية السياسية المؤطِّرة لكل أشكال المشاركة السياسية، وتحديد طبيعة الأنظمة السياسية والاختلافات والتمايزات بينها، وكيف تمثل الثقافة السياسية مجالًا يؤطر العملية السياسية. ويتناول القسم الاتصال السياسي، والتنمية السياسية، والتحول الديمقراطي، وهي مواضيع مترابطة، لينتقل عبرها إلى الكثير من الدراسات، مثل: تحيين واقع الدراسات الخاصة في هذا الحقل، ومفهوم العولمة، شارحًا الأبعاد والمتغيرات الجديدة في العولمة وتأثيرها في التحليل السياسي للأنظمة السياسية.

 
المساهمون