عزيز سيد.. جسدٌ من زخارف وحروفيات

20 مارس 2022
من المعرض
+ الخط -

بعد تخرجه من "أكاديمية الفنون الجميلة" في مدينة كراكوف البولندية، عاد عزيز سيد إلى المغرب في سبعينيات القرن الماضي، ليُقدّم تجارب خاصة من رسم الموديل بمناخات وتقنيات تجعله منتمياً إلى الهوية المغربية بمكوّناتها العربية والأمازيغية، مع انفتاحه على التيارات التشكيلية الحديثة.

اهتمّ الفنان التشكيلي المغربي (1946)، منذ معرضه الأول الذي أقامه عام 1973، بالجسد بوصفه ثيمة أساسية لم يخرج عنها في سلسلة من المعارض التي تلته إلى اليوم، ضمن تنويعات مختلفة تُظهر العديد من التعبيرات الفنية والطقوس الاجتماعية والدينية والعوامل الثقافية، وحضور الجسد في المتخيّل والذاكرة الشخصية والجماعية كذلك.

حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، يستمر معرض عزيز سيد الذي افتتح في "رواق قصر الألوان" بمدينة الدار البيضاء في التاسع منه، بالتعاون مع مؤسسة "بلينار"، ويتزامن مع يوم المرأة العالمي، تحت شعار "أحبكن، سيداتي".

يتضمّن المعرض أعمالاً جديداً تقدّم الجسد الإنساني عبر تصوير تمثّلاته وحركاته وحضوره في المكان، ومن خلال وجوه تعبّر عن هويتها وملامح تُظهر فائض عريها، مع وجود مؤثرات حروفية وزخارف تتداخل مع الأجساد وأزيائها وليست مجرّد خلفية للوحة.

من المعرض
من المعرض

يوظّف سيد المنمنمات العربية والنقوش القديمة؛ حيث تحضر الأجساد في بعض اللوحات المعروضة كامتداد للزخارف النباتية التي تكسو العديد من المساجد والقصور القديمة في العالم الإسلامي، وهو جزء من الاحتفاء بها وتقديمها في ألوان زاهية، حيث الأخضر هو اللون السائد في تلك الزخارف التي تحتشد بالأوراق والورود والعصافير التي تشكل مجتمعة جزءاً من الوشاح الذي يتغطّى به الجسم.

الحرف هو عنصر أساسي في تشكيل اللوحة، لكن ظهوره لا يأتي ضمن عبارات واضحة محدّدة، إنما يأتي على نحو يتناغم مع حركة الجسد، ويشير إلى دلالات حسية، كما أنه يُجسّد جزءاً من الستار/ الحجاب الذي يمثّل رمز الرقابة والمنع والتخفّي، عبر حضور كل هذه المرجعيات البصرية وتمثّلاتها في الثقافة العربية والإسلامية.

يقول سيد في تقديم معرضه: "أبحث بواسطة الجسد عن خطاب بصري جمالي معاصر لا يخدش الحياء. فالجسد الأنثوي الذي شغل الإنسان والأديان وتاريخ الفن هو عندي بسكونه وتموجاته وتمرده لا يكشف عن مفاتنه كجسد للمتعة، بل هو في تناغم تام مع مفردات الزخرفة التي تخدم بناء اللوحة، وبالتالي يمنحها ثراءً في خلق متعة بصرية وعمق روحي".

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون