علي الزنايدي.. استعادة أربعة عقود

28 نوفمبر 2020
(من المعرض)
+ الخط -

طوال أكثر من أربعة عقود، رصد علي الزنايدي، المدينة التونسية التي رسَم أحياءها وناسها وحركتهم في شوارعها، والحياة اليومية فيها، وتعود به إلى مولده ونشأته بالقرب من باب الفلة؛ أحد أبواب مدينة تونس العتيقة الذي يقع جنوبها وشيّد خلال القرن الرابع عشر.

في معرضه الاستعادي "رؤى الحاضرة والذاكرة" الذي افتتح أمس الجمعة في "رواق الفنون" بمدينة بن عروس التونسية، ويتواصل حتى التاسع من الشهر المقبل، يقدّم الفنان التشكيلي التونسي (1950) أربعين عملاً تجمع بين الرسم والكولاج.

المعرض الذي يقام ضمن موسم "الرواق الثقافي الجديد" 2020-2021، لا يستعيد كامل تجربة الزنايدي منذ تخرّجه من "المعهد العالي للفنون الجميلة" في تونس عام 1975، إنما يتضمّن آخر نتاجاته التشكيلية في الفترة الممتدة بين عاميْ 2012 و2020، أي الأعوام التي تلت الثورة، لكنه يحمل معنى استعادياً بشكل أو بآخر.

(من المعرض)
(من المعرض)

تتضمن اللوحات تفاصيل متعدّدة تنتمي إلى الثقافة التونسي المركبة من عناصر عربية وفينيقية وأمازيغية، والتي تبرز على القماش بأسلوب غنائي يحمل نوعاً من الحنين إلى الماضي، لكنه يزاوج بينه وبين الحاضر بديناميكية اللون وإيقاعاته، وطبيعة المشاهد التي يتناولها.

يقول الزنايدي في تقديم المعرض "أسّست لزخرف الألوان والحركات التي احتلت قماشتي البيضاء، فما عادت بيضاء، بل تحوّلت إلى قوس قزح من الضوء المستمدّ من حركة باعة الخضار والغلال وتجار السراميك والزرابي والمفروشات المتناثرين على أرصفة الطريق في سبعينيات القرن الماضي".

تقترب بعض الأعمال من الفن الأيقوني عبر تصويرها سلسلة من الرسومات التي تتضمّن مشاهد مختلفة من الحياة الشعبية بشكل يظهرها بألوان ساطعة ومشعة ويحيطها إطار من الخطوط وكأنها معلّقة على الحائط وتحمل عنوان "ثمار وقمر"، و"أزهار وسطوح"، و"الرجوع إلى السوق"، و"الفطائري والصانع"، و"ساحة المدينة"، و"لعبة الشكبة"، و"الخلايعية"، و"على مر الأيام"، و"مشاهد ليلية".

تأخذ تجربة الزنايدي في أحد أبعاد تجربته من تيار "مدرسة تونس" في تصوير المكان التونسي وشخوصه، مثلما قدّمه عبد العزيز القرجي والزبير تركي وعمار فرحات، حيث التركيز على تفاصيل الزي وألوانه وهيئاتهم، وكذلك في تناول أفعالهم وطقوسهم اليومية وارتباطهم بالبيئة المحيطة بهم.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون