يستند المعماري الأردني عمّار خماش (1960) في منهجه ونطاق عمله إلى مرجعيات مختلفة تجمع بين اهتمامه بتاريخ المبنى الذي يصمّمه أو يرمّمه، والجيولوجيا وعلم الآثار وعلوم البيئة والإنثوغرافيا وعلوم التشريح والنبات وعلم الاقتصاد الاجتماعي.
ويسعى إلى إعادة قراءة الطبيعة بوسائل حديثة وتقديم فهم أكثر عمقاً لتاريخها وتعقيداتها، كما أن أسلوبه المعماري "ًصديق" للمكان؛ فمثلاً، حين طُلب منه إعادة ترميم قصر هشام، اعتمد على ورق الصحف، حيث أن أساسات المبنى لم تكن تحتمل أي وزن ثقيل.
ضمن سلسلة "ديوان المعمار" الشهرية التي تنظّمها "دارة الفنون/ مؤسسة خالد شومان" في عمّان، تنظَّم عند السادسة من مساء الثلاثاء المقبل جلسة حوارية لإطلاق كتاب "ملاحظات حول التشكيل: عمّار خمّاش"، الذي حرّره المعماري والفنان رأفت مجذوب.
يعرض الكتاب رؤية خمّاش للعمارة التي تعتمد على التجريب وحساسية السياق والاستبطان الثقافي
يمثّل الكتاب، الذي صدر حديثاً، الجزء الأول من "سلسلة الهندسة المعمارية" التي أطلفتها دار نشر "دُنقلا" البيروتية وتهدف إلى "توليد مسارات فكرية تتجاوز مجالات المعرفة الفردية، وإصدار كتب تقدّم وجهات نظر غير تقليدية حول الفن والموضوعات المعاصرة اليوم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا"، بحسب بيان الدار.
ويشير تقديم السلسلة إلى أنها "عبارة عن منصّة لنشر قراءات متعدّدة الطبقات للمحادثات مع المهندسين المعماريين العرب الذين يعملون عبر المناظر الطبيعية المعاصرة في المنطقة"، موضحة أن الهندسة المعمارية تتيح الحديث عن طبيعة العصر الذي نعيش فيه وأهمية الإنتاج الثقافي المعاصر في توسيع عالمنا إلى ما بعد التشاؤم الحالي بشأن المستقبل.
تتناول الجلسة الحوارية كيف يُركز عمّار خمّاش في عمله على التراث الثقافي والطبيعي من حوله، ومدى تقديره العميق للبيئة، ما يؤدّي إلى إنتاج أعمال تتماشى بشكل حقيقي ووثيق مع محيطها، وتعكس تاريخ الأرض التي شُيّدت عليها، حيث تُصبح أعمال خمّاش جزءاً من المكان وسياقه.
ويقدّم الكتاب صورة شاملة حول اشتغالات خمّاش المتعدّدة إلى جانب العمارة، من خلاله التطرّق إلى ممارسته الرسم والنحت والتأليف الموسيقي وكذلك أبحاثه في الأنثروبولوجيا والجيولوجيا، وكيف تتقاطع حميعها وتعبّر عن وجهة نظره ومقاربته للعمارة التي تعتمد على التجريب وحساسية السياق والاستبطان الثقافي كأسس رئيسية.