تعكس أعمال عمر عبد الظاهر ذلك التنوع اللوني الهائل في الصعيد، وتحديداً أرياف مدينة أسوان، حيث تبرز العديد من المشاهد الطبيعية هناك حالة من التضادّ بين الألوان الباردة والحارة، وهي التكوينات التي يركّز عليها منذ معرضه الأول في نهاية التسعينيات.
يتتبّع الفنان المصري (1966) في رسوماته وأعمال الحفر والطباعة أيضاً مشاهد وطقوساً تمثل الحياة الاجتماعية في أقصى الجنوب المصري، ويقدّمها كأنها جزء من كرنفال أو احتفالية كبيرة تضمّ الصيّادين والفلاحين والعمّال وباعة الفواكه ومشاهد أخرى من الأسواق والبيوت والمقاهي.
حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل معرض "جذور" لعبد الظاهر الذي افتتح في "غاليري سفرخان" بالقاهرة في الثاني من الشهر الجاري، ويشكّل امتداداً لمعارضه السابقة التي وثّق خلالها العديد من المواسم والمناسبات الاجتماعية والشعبية.
يرسم الفنان مشهداً مكتظاً بالبشر، ويتضمّن العديد من الأشغال اليومية في بناء يستعيد الجداريات في المعابد والمقابر المصرية القديمة، ويستفيد كذلك من دراسته الأكاديمية في مجال الغرافيك، حيث نال درجة الدكتوراة عن أطروحة بعنوان "الموروث الشعبي وأثره على الطبعة الفنية المعاصرة في مصر والعراق - دراسة مقارنة" عام 2006.
يستخدم عبد الظاهر غالباً الزيت على القماش في تصويره المظاهر الاجتماعية وأنماط العيش لفائات عديدة، مع تضمينه مقولات وجمل تتلائم مع مضمون اللوحات، وهي مقتبسة من التراث الشعبي ومكتوبة بطريقة تحاكي نقوشها على الجدران أو حياكتها على الملابس في الواقع، وقد وظفها في تجارب سابقة اختار فيها عبارات تقال للتهنئة أو عودة الحجاج من مكة وأخرى تعبّر عن الحكمة.
تنزاح الأعمال المعروضة إلى مساحات فانتازية أو غرائبية حين تتم استعارة العديد من الكائنات مثل السمك والطيور وغيرها من الحيوانات التي تحمل دلالات رمزية في الميثولوجيا المصرية القديمة، ولا يأتي حضورها هامشياً، إنما هي مكوّن رئيس في المشهد الريفي وتجمعها صلات يومية وثيقة بينها وبين الناس.
يُذكر أن عمر عبد الظاهر نال درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في "جامعة المنيا" عام 1991، وتابع دراساته العليا، حيث درّس في عدد من الجامعات المصرية قبل أن يعمل في إدارة المعارض الفنية. شارك في معارض عديدة في اليونان والبوسنة وبوليفيا وروسيا ومصر.