"عين الفوّارة": محاولة تخريب أُخرى

03 ديسمبر 2022
"عين الفوّارة" بعد ترميمها، 2019 (حبيب كاكي)
+ الخط -

قبل خمس سنوات، تعرَّض تمثال "عين الفوّارة"، أبرزُ المعالم الفنّية التاريخية في مدينة سطيف شرقَي الجزائر، للتخريب؛ حين هوى شابٌ، سيوصَف بأنّه مختلّ عقلياً، في كانون الأوّل/ ديسمبر 2017، بمطرقته على المنحوتة وهشمّ إجزاءَ من وجهها وثديَيها، قبل أن تتدخَّل قوّات الأمن لاعتقاله.

أُخفيت المنحوتة عن الأنظار لفترة خضعت خلالها لعمية ترميم أشرف عليها خبير الترميم الجزائري عبد القادر بن صالح، ليُماط اللثام عنها مُجدَّداً في آب/ أغسطس 2018، لكنّ التمثال كان، حينها، قد فقد الكثير من ملامحه الأصلية.

يوم أمس، تكرَّر المشهد بتفاصيله: شابٌ في العشرينيات من عُمره، انتهز فترة خلوّ الشارع الرئيسي مِن المارّة، خلال مباراة الكاميرون والبرازيل في كأس العالَم (حوالي الثامنة مساءً بالتوقيت المحلّي)، وصعد إلى القاعدة التي تقف المنحوتة فوقها، وهوى عليها بحجر كان يحمله في يده، مُخلّفاً أضراراً بأجزاء منها.

وأوقفت عناصر من الشرطة العملية التخريبية التي وثّقها شهود عيان عبر صور وفيديوهات بثّوها على مواقع التواصُل الاجتماعي، واعتقلوا الشاب العشريني.

تخريب عين الفوارة - القسم الثقافي
(مشهد التخريب)

وهذه هي المرّة الرابعة التي يتعرّض فيها التمثال للتخريب؛ كانت الأُولى عام 1997، حين نفّذت مجموعةٌ مسلَّحة تفجيراً في المعلم التاريخي أدّى إلى تخريب أجزاء منه، والثانية في 2006 حين شوّه شابٌ، بواسطة مطرقة، أنفه وخدّه الأيسر، إضافة إلى الثالثة في 2017.

تجسّد المنحوتة امرأةً عارية جالسة على صخرة وتميل بجذعها إلى اليمين متّكئة على يدها اليمنى، وقد أنجزَها الفنّان الفرنسي فرنسيس دو سان فيدال (ميلان 1840 - باريس 1900)، ونُقلت مِن "متحف الفنون الجميلة" في باريس إلى مدينة سطيف عام 1898، حيثُ نُصب على مقربة من "المسجد العتيق".

وخلال السنوات الماضية، ارتفعت بعض الدعوات إلى وضع المنحوتة داخل متحف بحجّة أنّها "تخدش الحياء العام"، وهي الدعوات التي سيوجّهها بعضهم بعد الاعتداء الأخير، لكن بهدف حمايتها من المخرّبين هذه المرّة.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون