استمع إلى الملخص
- الانتقال من الشرق إلى الغرب يحمل تحديات جمة، خصوصًا لمن تجاوز العشرين من عمره، حيث تصبح الأرض التي عاش فيها لعشرين عامًا جزءًا لا يتجزأ من هويته.
- اللاجئون يحملون ذكريات وحنينًا دائمًا لأوطانهم الأصلية، مهما كانت الظروف، وهذا يشكل جزءًا لا يتجزأ من رحلتهم نحو إيثاكا الموهومة، متحدين نصائح بعض الشعراء بنسيان الماضي.
عُمْر الفلسطيني، حتى لو كان ابن مليونير، ما حصل على أمل بلا بقع.
يحدث هذا، طوال قرن من الزمن ونيّف، لأنّه لا يوجد شيء مبتذَل، فاجر وقاس وسادي، مثل تطوُّر الإمبرياليات في غرب الكوكب.
يُمكننا، إذن، أن نسأل أنفسنا عن معنى حياتنا الجديدة في الغرب. الجواب بسيط للغاية: لم يكن لنا من حياة آمنة في الشرق.
وهنا، ما بين النقيّ والمصطنع، يمكننا إضافة جهاز نقدي شامل، مع الملاحظات التي تُرشدنا عبر عالمٍ من المجهول. مع يقين مطلق ومسبق، ألّا إيثاكا في القارّة العجوز.
إنّ الإسراع في العبور من ضفّة إلى ضفّة له عواقب وخيمة، خاصّة إن كان العابر فوق سنّ العشرين.
فيكفي أن تحيا عشرين سنة فقط، في أيّ قطعة من الأرض، كي تصبح هذه إيثاكاك، وكي تذهب معك أينما ذهبت وحيثما حللت.
كلُّ لاجئ راشد يعرف أنّ بلاده الأُولى، في رحلته إلى إيثاكا الموهومة، ستكون دائماً في الأفق، وأنّه بدونها لم يكن ليبدأ الرحلة أبداً، وأنّه من خلال طبعه وطبيعته سيظلّ يحنّ إليها، مهما كانت فقيرة وخاربة، للأبد.
حدث هذا وسيحدث دائماً، مع أنّ بعض الشعراء يُعلّمنا ألّا نفعل ذلك.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا