منذ بدء العدوان الصهيوني على غزّة، احتضنت عدد من المدن الباكستانية معارض فنية تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث افتتح معرض "السعي وراء الحرية" أواخر تشرين الأول/ أكتوبر في "المعهد الوطني للتراث الشعبي والتقليدي" (لوك فيرسا) بالعاصمة الباكستانية، بمشاركة نحو خمسة عشر فناناً.
كما أقامت "مؤسسة فلسطين باكستان" ورشة عمل، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نفّذ خلالها المشاركون أعمالاً فنّية تُصوّر المجازر التي يُمارسها الاحتلال، وتمّ تقديمها في معرض تحت شعار "صمّم من أجل فلسطين: أوقفوا قتل الأطفال في غزّة".
في المعرض الجماعي "غصن الزيتون" الذي ينظّمه "غاليري كويل" بمدينة كراتشي الباكستانية، يوثّق ثلاثة وعشرون فناناً باكستانياً الإبادة الجماعية في غزّة بتنوّع أسلوبهم ولغتهم البصرية، حيث تُخصَّص كافة عائدات المعرض لصالح فلسطين.
المعرض الذي اختتم مساء أمس، ومن المتوقع أن ينتقل إلى فضاءات عرض أخرى، شارك فيه كلّ من الفنانين: أمير حبيب، وعبد الجبار غول، وعديلة سليمان، وعفان بغباتي، وأرشد فاروقي، والحمراء عباس، وهيا فاروقي، ومديحة حيدر، ومهرين زبيري، ومريم آغا، ومعين فاروقي، ومنور علي سيد، ومزّمل رحيل، ونازيش عطاء الله، ونبهات لوتيا، ونايزة خان، ونيفين حيدر، ونورجيهان بيلغرامي، وساديا سليم، وسليمة هاشمي، وسرة خان باثان، وصونيا باتلا، وصوفيا بالاغاموالا، وذو الفقار علي بوتو.
وتناولت الأعمال المعروضة ثيمة أساسية تتعلّق بشجرة الزيتون بما تحمله من دلالات تاريخية وثقافية كما في عمل هاشمي الذي نُفّذ بوسائط مختلطة يتوسّطه الأحمر في إشارة إلى تشوُّه البشرية وانقساماتها تجاه الهجوم الإسرائيلي، وخلف ذلك تتراءى أشجار الزيتون وسط السحب وقطرات المطر، وقبة الأقصى تظهر بعيدة.
أما عطاء الله فيتكوّن عملُه من شاشة رقمية باللونين الأزرق والأسود، وعليه طباعة بالحروف العربية لكلمة "غزّة"، التي ترمز إلى نداء وقف أعمال القتل والتدمير المروّعة من مئة وثمانية وعشرين يوماً، وتستكشف تاريخ غزّة في عملها المصنوع من الشاش وملوّن بالنيلي، حيث كانت المدينة الفلسطينية الساحلية مفترق طُرق التجارة بين آسيا وأفريقيا وعبر البحر المتوسط مع أوروبا في حقب مختلفة.
يُذكر أن المعرض افتتح بقراءات شعرية قدّمها الممثل والمخرج الباكستاني خالد أحمد قدّم خلالها قصائد للشاعرين الباكستانيين فايز أحمد فايز (1911 - 1984) وأحمد فراز (1931 - 2008)، والشاعر التشيلي بابلو نيرودا (1904 - 1973) ضدّ القتل والإبادة الجماعية.