فرج شوشان: رحيل فاعل في الحياة الثقافية التونسية وشاهد عليها

15 ديسمبر 2024
فرج شوشان (1938 - 2024)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فرج شوشان: أيقونة ثقافية تونسية: لأكثر من أربعين عاماً، كان شوشان أحد الفاعلين البارزين في الحياة الثقافية التونسية، حيث عمل في التلفزيون التونسي منذ 1966، وقدم برامج ثقافية مثل "بلا حدود" و"كتاب مفتوح".

- إسهامات متعددة في المسرح والإعلام: شارك في صياغة "بيان 11" لتحديث المسرح التونسي، وكتب أعمالاً للمسرح والتلفزيون، وأصدر كتباً عن شخصيات ثقافية بارزة.

- إرث ثقافي مستمر: رغم فقدانه بصره، استمر شوشان في كتابة مذكراته ومخطوطاته، مساهماً في إثراء الذاكرة الثقافية التونسية.

لأكثر من أربعين عاماً، كان الكاتب والصحافي التونسي فرج شوشان (1938 - 2024)، الذي غادر عالمنا أوّل أمس الجمعة، أحد الفاعلين البارزين في الحياة الثقافية التونسية والشاهدين عليها؛ من خلال كتاباته المختلفة وعمله في التلفزيون التونسي الذي التحق به منذ انطلاقه في أيار/ مايو 1966.

أنتج شوشان وقدّم، على شاشة التلفزيون التونسي، عدداً من البرامج الثقافية؛ مثل: "بلا حدود" و"كتاب مفتوح" و"حوارات" و"أُخريات"، والتي حاور فيها عدداً كبيراً من الشخصيات الأدبية والفكرية، وأضاء على واقع وتحوّلات المشهد الثقافي في تونس والبلاد العربية وأفريقيا. كما عمل في الإذاعة التونسية وإذاعة المنستير واتحاد الإذاعات العربية، وشغل منصب المدير العامّ لـ"المركز الثقافي الدولي" في الحمّامات لخمس عهدات متتالية.

أسهم فرج شوشان، مع مسرحيّين مثل الناصر شمّام ورفيق عبد الهادي وأحمد المرّاكشي ويوسف الرقيق وعبد اللّه رواشد ومنصف السويسي والهادي الحليوي ومحمد الغربي، في صياغة ما سُمّي "بيان 11" الذي صدر في 30 آب/ أغسطس 1966، وعُدّ بمثابة الوثيقة التأسيسية لحركة التحديث في المسرح التونسي التي قادها جيل الستّينيات.

وإضافةً إلى كتاباته في الصحف والمجلّات الثقافية بتونس وخارجها، كتب شوشان أعمالاً للمسرح والتلفزيون؛ من بينها مسلسل "يحيى بن عمر" ومسرحية "ضربني وبكى"، وأعدّ الأعمال المسرحية والقصصية الكاملة للكاتب التونسي سمير العيادي (1947 - 2008) وأصدرها في كتاب، كما أصدر في 2019 كتاباً عن الفنّان التشكيلي التونسي نجيب بلخوجة (1933 - 2007).

في حسابه على فيسبوك، كتب المُخرج والباحث التونسي محمد المديوني، واصفاً الكاتب الراحل بـ"المثقّف العصامي الذي لم يتوقّف يوماً عن القراءة العميقة لمختلف النتاجات الأدبية والفكرية والاستزادة فيها، ولم يتوقّف عن العمل على إبرازها وإبراز أصحابها"، مضيفاً: "لعلّ أهمّ ما يُحسب للفقيد هو الدور الذي لعبه في ترغيب الجمهور، من خلال التلفزيون التونسي - وكان من بين مؤسّسيه - في الثقافة أدباً وفنّاً وفكراً... ما أنجزه فيه هو بمثابة مدرسة نجحت، في وقتها، في جعل وسائل الإعلام ولا سيما منها التلفزيون في خدمة الثقافة وفي الارتقاء بالذوق العامّ".

ووفق الصحافي التونسي عادل بن يوسف، سبق أن حاور فرج شوشان في برنامجٍ بثّته إذاعة المنستير في حلقتَين عام 2022، فقد انشغل الكاتب الراحل في سنواته الأخيرة، رغم فقدانه بصره، بكتابة مذكّراته وإتمام مخطوطاته القديمة، قصد نشرها والتعريف بها للقرّاء والمهتمّين بالمسرح والإعلام والذاكرة الثقافية التونسية.

المساهمون