ضمن برنامج ثقافي يَحتشد باللقاءات والندوات الأدبية والفكرية، تحضُر فلسطين في "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، الذي انطلقت فعاليات دورته الخامسة والخمسين الأربعاء الماضي وتستمرّ حتى السادس من الشهر المُقبل، في خمس ندوات خُصّصت واحدةٌ منها فقط للثقافة الفلسطينية، الشعر تحديداً، بينما تُركّز الندوات الأربع الأُخرى على الجوانب السياسية المتعلّقة بالدور المصري في القضيّة الفلسطينية، واتّصال الأخيرة بالأمن القومي المصري.
أُولى تلك الندوات تُقام عند الرابعة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء، بعنوان "دَور الثقافة والإعلام المصري والمنظّمات الدولية والحقوقية في توثيق جرائم الاحتلال"، ويتحدّث فيها كلٌّ من محمود بدر ومحمود مسلم ومشيرة خطّاب، وناجي الناجي، ويديرها مصطفى كريم.
أمّا بقيّة الندوات، فتنعقد جميعُها الاثنين، الخامس من شباط/ فبراير المُقبل، وتبدأ بندوة تحمل عنوان "مستقبل دَور مصر في القضية الفلسطينية"، تُقام بالتعاون مع "المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية"، ويتحدّث فيها كلٌّ من صبحي عسيلة وضياء رشوان ومحمد إبراهيم الدويري ومحمد كمال، ويديرها جمال عبد الجواد.
اهتمام بالكتب التي تتناول القضية الفلسطينية في جوانبها المختلفة
"مصر والوضع الفلسطيني الراهن وكيفية الخروج منه" عنوان الندوة التي يشارك فيها كلٌّ من رياض الخضري وطارق الخولي وطارق رضوان ومحمد العرابي، ويديرها محمد نشأت، وتليها ندوة حول "القضية الفلسطينية وعلاقتها بالأمن القومي المصري من وعد بلفور إلى طوفان الأقصى"، بمشاركة أحمد مقلد بركات الفرا ومحمد الغباري ومحمد فايز فرحات، وإدارة محمد عزمي. ليُختَتم اليوم بلقاء فكري مع الشاعر والأكاديمي الفلسطيني المتوكّل طه بعنوان "فلسطين الشاعرة".
باستثناء اللقاء الأخير، لا نجد أسماء فكرية أو أدبية في الندوات المبرمَجة؛ فجلُّ المتحدّثين نوّاب برلمان أو دبلوماسيون أو محلّلون عسكريون. غير أنّ الحديث حول فلسطين في المعرض لا يقتصر على الندوات المخصَّصة لها ضمن البرنامج الثقافي. فها هو الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي يبدأ لقاءً شعرياً حاوره فيه إبراهيم داود، خلال ثاني أيّام المعرض، بقصيدة عن فلسطين عنوانُها "خمس أُمنيات للشيء المنسي"، قبل أن يتطرّق إلى ما يحدث في غزّة الآن من عدوان صهيوني، والذي قال إنّه "حدث كثيراً في فلسطين من قِبل الكيان المحتلّ، وهدفه إبادة الشعب الفلسطيني بالكامل، سواء بالموت أو الهجرة، وهي السياسة التي سار عليها المغتصِبون منذ وعد بلفور بعد الحرب العالمية الأُولى وحتى اليوم، وسوف يظلّون يفعلون ذلك حتى يصلوا إلى هدفهم أو يجدوا ردّاً يردعهم ويُعيد الحقّ إلى أصحابه".
بعيداً عن الندوات، وفي ظلّ العدوان الصهيوني على غزّة، يُبدي زوّار المعرض اهتماماً كبيراً بالكتب التي تُضيء على جوانب مختلفة من القضية الفلسطينية؛ ومنها موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" للمفكّر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري، إلى جانب كُتب أُخرى في أجنحة دُور نشر مصرية وعربية، أو في جناح فلسطين الذي يعرض عدداً كبيراً من الكتب التي تتناول تاريخ فلسطين وثقافتها وتراثها، إضافةً إلى صور تُوثّق لجرائم الاحتلال المتواصلة في غزّة منذ قرابة أربعة أشهر.
والجناح، الذي يحمل شعار "أطفالنا ليسوا أرقاماً"، يشكّل قِبلة زوّار المعرض الأُولى، لاقتناء كُتب أو لالتقاط صُور مع عَلَم فلسطين وهُم يرفعون علامة النصر، تعبيراً عن تضامن المصريّين مع الفلسطينيّين وتأييدهم للحقّ الفلسطيني.