"فنانو السودان": اثنتا عشرة تجربة تشكيلية

شهدت العاصمة المصرية خلال العام الماضي عدداً من المعارض الفردية والجماعية لتشكيليين سودانيين، ومنها "طبقات من الجنوب" للهميم الماحي في تموز/ يوليو الماضي، وتلاه "عميقاً في الجذور" لمعتز الإمام في كانون الأول/ ديسمبر، و"قصص" سارة عاصم وعمر كمال الدين خلال الشهر الفائت.

في هذا السياق، اُفتتح معرض "فنانو السودان" في "إتيليه العرب للثقافة والفنون/ غاليري ضي" بالقاهرة عند السابعة من مساء السبت الفائت، ويتواصل حتى العشرين من الشهر المقبل، بمشاركة اثني عشر فناناً وفنانة يقدّمون حوالي مئة عمل.

يشارك في المعرض كلّ من: عوض أبو صلاح، وعمر صبير، والشيخ إدريس، وعمر كمال الدين، والطيب الحضيري، وعاطف الحاج، وحاتم مدني، وسلوى محمد، وسارة عاصم، ومعتز حمدان، وكمال هاشم، وصباح جبارة.

ينزع أبو صلاح إلى التجريد في معظم لوحاته بأسلوب تعبيري، حيث تتناغم الأشكال الإنسانية التي تحتشد في تناغم وزخارف لونية أحياناً، وتقشّف بالألوان أحياناً أخرى. في حين تبرز الوجوه في أعمال صبير متجاورةً مع نقوش مُستمدّة من الميثولوجيا السودانية، بطبقاتها الأفريقية والعربية الإسلامية، كالمثلث والخطوط الدائرية وغيرها من الموتيفات الشعبية.

أمّا الشيخ إدريس فيقدّم ملامح من العمارة التقليدية في بلاده بأسلوبه التجريدي، تبرز فيها البيوت والمساجد وغيرها من المعالم، في كتل بصرية موزّعة على سطح اللوحة، مع تركيز عالٍ على انصهار الظلّ والضوء، وتكثيفٍ لوني لإبراز العناصر كافة.

ويرسم كمال الدين مشاهد متنوّعة من الحياة اليومية السودانية، في محاولة لتسليط الضوء على تحوّلات المجتمع وتغيّراته من مرحلة إلى أخرى بالأكريليك والألوان المائية، وتحضُر أيضاً في عدد منها المرأة التي تظهرُ بشكل يحاكي الشجر والنبات غالباً.

أما سارة عاصم فتختار الألوان الفاتحة التي يغلب عليها الأبيض والأصفر، إضافة إلى الألوان الترابية عموماً، في محاولة لاختزال تجريدي للطبيعة في مناطق النوبة تحديداً، بينما تتنوّع لوحات الحضيري بين البورتريهات والمناظر الطبيعية، التي تَظهرُ في مساحات الحقول والصحارى، بتقسيمات لونية متباينة منسجمة مع مفردات أخرى، مثل أكواخ القش والبيوت الطينية كمربعات بنية اللون ومساحات صفراء، وأخرى ذات تقسيمات صغيرة يتخلّلها نخيل وجداول زرقاء، عاكسةً حياة الفلاح في حقله.
 

آداب وفنون

التحديثات الحية

راشد دياب.. لوحات عن المسافة والزمن