كارل بوبر: سيرة مع فلسفة العِلم

17 سبتمبر 2022
كارل بوبر عام 1987 (Getty)
+ الخط -

قليلةٌ هي الأسماء التي تركت تأثيراً كبيراً على فلسفة العلوم والإبستمولوجيا خلال القرن العشرين، كما فعل الفيلسوف النمساوي كارل بوبر (1902 ــ 1994)، الذي ما يزال كتابه "منطق البحث العِلمي" (أو "منطق الكشف العِلمي"، في ترجمة عربية أُخرى) يُدرَّس حتى اليوم كعمل مرجعيّ في كثير من الجامعات حول العالَم، رغم مضيّ نحو تسعة عقود على صدوره (1934).

وإذا كانت أعمال بوبر في فلسفة العلم قد لقيت إجماعاً كبيراً، ولا سيّما في تنظيره حول ما هو عِلمي وما ليس كذلك (العِلميّ هو ما يجب أن يكون قابلاً للتفنيد)، فإن كتاباته العديدة حول السياسة والأيديولوجيا فرّقت أكثر ممّا شكّلت إجماعاً، لما فيها من مواقف ليبرالية وانتصار للفردانية على كلّ تحرّك سياسي أو ثوري جماعي.

عن دار "المدى"، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب كارل بوبر، "بحثٌ لم ينتهِ: سيرة ذاتية فكرية"، بترجمة عمر فتحي، وهو السيرة التي أصدرها المفكّر الراحل عام 1976.

كارل بوبر

وكما يوضح عنوانُه، فإن الكتاب يعود إلى السيرة الذاتية انطلاقاً من علاقتها بالفكر، حيث يحمل الفصل الأول، على سبيل المثال، عنواناً معقّداً مثل "كلّية المعرفة والقابلية للخطأ"، لكنّه رغم ذلك يروي تفاصيل من طفولة ومراهقة وشباب المفكّر في فيينا قبل الحرب العالمية الأولى وبين الحربين، كما يشمل حكايات شخصية طرفية، مثل اشتغال الفيلسوف في الخشب والنجارة في صباه.

ويعرّج بوبر، وهو يتناول سيرته، على العديد من المواضيع التي توقّف عندها في تجربته، في الحرية والديمقراطية والتعليم والموسيقى، كما يشرح موقفه واختلافاته مع العديد من الفلاسفة المعاصرين والسابقين له، إضافة إلى أنه يقدّم ما يشبه التلخيص أو المقدّمة لبعض من كتبه، مثل "المجتمع المنفتح وأعدائه".

المساهمون