كارل سيمز: عن بول ريكور وفلسفته

01 فبراير 2023
بول ريكور في باريس، 2003 (Getty)
+ الخط -

قلّة هم الفلاسفة الفرنسيون الذين تمتدّ خريطة موضوعاتهم على مساحةٍ تُناهز تلك المساحة الواسعة التي غطّتها أعمال بول ريكور. ذلك أن الفيلسوف، الذي عاش أكثر من تسعين عاماً (1913 ــ 2005)، كتب حول مسائل وقضايا تَجمع بين العديد من الاهتمامات المعرفية: من أسئلة الميتافيزيقا الكبرى، مثل الكينونة والذات، والإبيستمولوجيا، وفلسفة اللغة والمعنى، إلى المسائل الأخلاقية، والمفاهيم الأدبية مثل السرد والحبكة، وصولاً إلى أعماله العديدة حول قضايا الإيمان والدين.

هذا التنوّع يُصبِح أكثر طرافةً عندما نعرف أن ريكور ظلّ طيلة حياته وفياً لتوجُّه منهجيّ واحد جمع فيه، بطريقةٍ خاصّة به، بين الفينومينولوجيا (الظاهراتية) والهيرمينوطيقا (التفسيرية)، اللتين زوّدتاه بعتادٍ مفاهيميّ ساعده في فهم أغلب المواضيع التي سعى إلى فهمها.

عن "المركز القومي للترجمة" في القاهرة، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "بول ريكور"، للأكاديمي في "جامعة ليفربول" البريطانية، كارل سيمز، بترجمة علي الغفاري.

ريكور

صدر الكتاب، في الأصل الإنكليزي، عام 2003، وفيه يقدّم سيمز ــ المختصّ في أعمال ريكور، وهانز جورج غادامير، والهيرمينوطيقا بشكل عام ــ مدخلاً إلى مدوّنة الفيلسوف الفرنسي، حيث يتوقّف في سبعة فصول عند سبع من المسائل التي عالجها صاحب "الاستعارة الحيّة"، قبل أن يتساءل في فصلٍ إضافيّ وأخير عن إرث ريكور والنقاشات التي فتحتها فلسفته في الفكر المعاصر.

ويُفرد سيمز كتابه لتوصيف إضافة ريكور حول العديد من المسائل الأخلاقية، مثل الخير والشر، والعدالة وسياساتها، كما يناقش استخدامَ فلسفتِه لأدوات التحليل النفسي، والهيرمينوطيقا، قبل أن يتوقّف عند مقاربته لمفهومَي السرد والاستعارة.

وإلى جانب تحليلاته التي تفصّل في فلسفة ريكور، يقوم الكاتب بتبسيط عددٍ من المفاهيم والمدارس الفلسفية التي يذكرها في سياق تحليله، مثل الفينومينولوجيا والكوجيتو الديكارتي والهيرمينوطيقا، وهو ما يجعل من كتابه مدخلاً إلى الفلسفة نفسها، انطلاقاً من مدوّنة بول ريكور.

المساهمون