كارين في. والثر.. الهيمنة الأميركية في مئة عام

30 اغسطس 2023
جنود عثمانيون يعبرون قرب مستعمرة أميركية أقيمت في نابلس أواخر القرن 19 (Getty)
+ الخط -

"مصالح مُقدَّسة: الولايات المتّحدة والعالم الإسلامي 1821 ــ 1921"، عنوان كتاب الباحثة الأميركية كارين في. والثر، الصادر بطبعة عربية حديثاً عن "المركز القومي للترجمة"، بتوقيع: أحمد الشيمي، والذي يتناول طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي خلال قرنٍ كامل من الزمن، بدايةً من الوضعية الاستعمارية الأولى، وصولاً إلى ما رسا عليه العالَم بُعيد انتهاء الحرب العالَمية الأُولى.

يُوضّح الكتاب كيف نشط الأميركيوّن خاصة، والغربيّون عامة، في إضعاف الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر، وسعيهم إلى القضاء عليها، وكيف أصبح العالَم الإسلامي بعد ذلك مسرحاً مفتوحاً لتحقيق أطماعهم الاستعمارية التي تأخّرت "نسبياً" بالظهور، مقارنة بالقوى الاستعمارية الأوروبية السبّاقة إلى نهب المنطقة العربية. 

وتُضيء أستاذة التاريخ في "جامعة جورجتاون" بقطر الأساليبَ التي تمّت من خلالها السيطرة على ثروات العالَم الإسلامي، لا من خلال العمليات العسكرية فحسب، بل أيضاً عبر نَشْر الأكاذيب وبثّ الفُرقة بين أبناء الوطن الواحد، والكثير من المواقف التي مُورس فيها الكذب وقلْبُ الحقائق بصورة لا ترعى الحقوق الإنسانية. 

مصالح مقدّسة - القسم الثقافي

ومن المعروف أنّه في المدّة الزمنية التي يتناولها الكتاب كانت حركاتُ التبشير قد نشطت، والتي توازت مع البدء في تقاسُم التَّرِكة العثمانية، وهذا ما حاول اللاعب الأميركي الجديد استغلالَه، فكثّف حملات التبشير البروتستانتية في المنطقة، بوصفها شكلاً من أشكال الدعاية لتسيير المصالح التجارية واستقطاب أتباعٍ جُدد.

يتألّف الكتاب من مُقدّمة وأربعة أبواب في كلّ باب فصلان، ثم الخاتمة، كما أنّه يعُدّ أساس الخطّة الأكاديمية التي بدأتها الباحثة عام 2015، ثم استكملتها لاحقاً بعمل آخَر حمَل عنوان "نَشْر الإيمان: المُبشّرون الأميركيّون وأرامكو وولادة العلاقة الخاصة بين الولايات المتّحدة والسعودية من 1890 إلى 1955"، وصدر عام 2019.

 

المساهمون