"كتب عن فلسطين"... جلسة حوارية في مدريد

11 نوفمبر 2023
تظاهرة شموع تضامناً مع فلسطين، مدريد، 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري (Getty)
+ الخط -

في العامين الماضيين، صدرت بإسبانيا كتب عديدة وضّحت جملة من الحقائق حول القضية الفلسطينية، وساعدت بشكل كبير على تشكيل حالة من الوعي موجودة اليوم في إسبانيا، بما يتعلّق بطبيعة النضال الفلسطيني ضدّ الاحتلال، لا سيما وأنَّ هذا الوعي تُرجم، مؤخّراً، بمظاهرات ملأت شوارع المدن الرئيسية، من برشلونة إلى مدريد، تضامُناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني. 

وتزامناً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دخل شهره الثاني، وفي إطار الجهود التي يبذلها عدد من الأكاديميين والصحافيين الإسبان لحشد الرأي العام حول حقيقة ما يحدث في فلسطين، استضافت، اليوم الجمعة، مكتبة "ديوان" في مدريد، جلسة حوارية بعنوان "كتب عن فلسطين" (بُثّت عبر منصة "زووم") شاركت فيها أستاذة الدراسات العربية والإسلامية في "جامعة مدريد المستقلّة"، كارمن رويث، وأستاذة الصحافة في "جامعة فالنسيا" لولا بونيون، والكاتبة والصحافية تيريسا آرانغرين، المتخصّصة في شؤون الشرق الأوسط. 

وتحدّثت المُشارِكات عن أبرز الكتب التي تتناول القضية الفلسطينية، حيث عرضْنَ أبرز أفكارها الرئيسية، كما أكّدن  ضرورة توخّي الحذر عند قراءة الكتب المتعلّقة بفلسطين، لا سيما في ظلّ ما يحدث من دعاية صهيونية تزيِّف الحقائق وتشوّه التاريخ. وذكرت رويث مجموعة من المؤلّفات صدرت في البلاد، خلال الأعوام الماضية، من قبل مُختصّين وأكاديميين إسبان، وتتناول الشأن الفلسطيني بموضوعية، بعيداً عن الأفكار المُسبقة والأحكام التقليدية التي روّجتها الدعاية الصهيونية. ومنها: "الزيتون المكسور" لـ تيريسا آرانغورين؛ و"فلسطين: الفن والمقاومة عند ناجي العلي"، و"فلسطين: الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري".

غلاف "الزيتون المكسور"
غلاف "الزيتون المكسور"

بدورها، تحدّثت أستاذة الصحافة في "جامعة فالنسيا" لولا بونيون عن أن تاريخ النضال الفلسطيني محاط بالغموض في الغرب، بسبب دعاية الحركة الصهيونية التي تُسيطر على المنابر الإعلامية. وعرّجت في ذلك على كتاب الباحث الإسباني خورخي راموس تولوسا "تاريخ معاصر للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي" الصادر عن دار "كتاراتا" الإسبانية، حيث قالت إنّه يسرد الأحداث منذ بداية الاستيطان الصهيوني نهاية القرن التاسع عشر، حتى الوقت الراهن، ويبيّن الحقائق الاستعمارية عن هذا الكيان. كما أشارت إلى أنه مرجع مُهمّ يعرض موضوعياً قضية الفلسطينيّين بعيداً عن "الكليشيهات"، ويتناول تنظيمات المقاومة ودور النساء اللافت فيها.

أما الصحافية تيريسا آرانغورين فأشارت إلى كتابها الذي يحمل عنوان "ضدّ النسيان: الذاكرة التصويرية لفلسطين قبل النكبة 1889- 1948"، الذي قدّم له المستعرب الراحل بيدرو مارتينث مونتابث، وجمعت فيه مع المصوّرة ساندرا باريلارون مجموعة من الصور تُظهر فيها ثراء وغناء الحياة الاجتماعية والثقافية والأحوال المعيشية في فلسطين، وذلك بعد التنقيب في أرشيفات خاصة وعامة، مثلما أوردت أقوال بعض الرحّالة الذين استفاضوا بالثناء على جودة المنتجات الزراعية. ويقدّم الكتاب لمحة كافية عن فلسطين وأهلها والمدن والبلدات والمدارس والطرق والمباني الحكومية والحقول والمصانع وأنشطة الصيّادين، كما أنه يدحض كثيراً من الأكاذيب التي تروّج لها السردية الصهيونية. 

ودعت المُشارِكات، في ختام الجلسة، العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في ظلّ ما يتعرّض له من إبادة جماعية يُمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. 

المساهمون