كيفين يونغ: الشعر الأفروأميركي في 250 عاماً

28 نوفمبر 2020
كولاج للفنان الأفروأميركي رومار بيردن
+ الخط -

عبر تاريخهم المؤلم، وفي مدن وأحياء وضواحٍ، من هارلم إلى شيكاغو وواشنطن وحتى لوس أنجليس، ابتكر الشعراء السود تقليدًا ثريًا ومتعدد الأوجه كان في نفس الوقت قصة تسجل الواقع المعقد الذي يعيشونه وتستجيب له من خلال الأدب

ظل تاريخ هؤلاء الشعراء السود منذ القرن التاسع عشر، مهمشاً، ومستبعداً من قائمة الأدب المكرس الـ Canon، مثله مثل أدب باقي الأقليات والمضطهدين والمهاجرين في أميركا. من هنا، تأتي أهمية كتاب "الشعر الأميركي الأفريقي: 250 عامًا من الصراع والغناء " الذي صدر حديثاً عن "بنغوين"؛ فهو أنطولوجيا جمعت 250 شاعرًا أميركياً من أصول أفريقية، منذ الفترة الاستعمارية حتى الوقت الحاضر، تحاول وضع الشعر الذي كتبه السود في سياقه التاريخي، وتعيد اكتشاف المجهولين منه، وتذكر أسماء من أغفلهم التاريخ الأدبي من الشعراء العبيد على وجه الخصوص.

جمع الأنطولوجيا وحررها الشاعر الأفروأميركي كيفين يونغ (1970)، محرر الشعر في "نيويوركر" ورئيس متحف مؤسسة سميثسونيان الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية، وسلط الضوء أيضاً على أشكال هذا الشعر ومواضيعه وتحولاته وتياراته، فالشعر الأفروأميركي متنوع ومتعدد الأساليب والثيمات والمواضيع، من الغنائية إلى الاحتجاج والتجريب. كما وضع سيرة ذاتية لكل شاعر وملاحظات تضيء المراجع الثقافية والإشارات إلى الأحداث التاريخية.

تبدأ الأنطولوجيا بمختارات تمثل تجارب الشعراء العبيد في كتابة الشعر كوسيلة لتأكيد الذات، فيأتي الجزء الأول تحت عنوان "ادفني في أرض حرة" ويضم شعراء عاشوا بين 1770 و1899. من هذا الجزء نقرأ لفيليس ويتلي وجورج موسيس هورتون وفرانسيس إلين واتكينز هاربر، وكان هؤلاء مستبعدين ويعبرون بالشعر عن مقاومتهم للعبودية والتوق إلى التحرر من خلال الشعر، ومزجت الشاعرات بين سؤال التحرر من العبودية والحرية لأنفسهن كنساء من هيمنة الرجل. 

غلاف الكتاب

 

أما الجزء الثاني فيعنونه يونغ بـ "ارفع كل صوت" وفيه قصائد لشعراء عاشوا وكتبوا بين عامي 1900-1918، ومنهم وليام ستانلي وأوليفيا ووردبوش، ولزسيان ويتكينز وآخرون، وكان الموضوع الذي سيطر على القصائد في تلك السنوات، هوية "الزنجي الجديد"، عنوان إحدى قصائد ويتكينز، وكيف يكتشف هذا الجيل المحرر من العبودية لتوه ذاته والعالم من حوله. 

الجزء الثالث يأتي تحت عنوان "البرج المعتم" وفيه أعمال تمتد بين عامي 1919 و1936، ويضم شعراء مثل لويس لانغستون وستارل براون، وفيه يعود المحرر إلى حقبة مميزة وغنية في هارلم، ويدرس إنجازات لانغستون هيوز وكونتي كولين جنبًا إلى جنب مع أعمال شعراء أقل شهرة مثل جويندولين بي بينيت وماي في كاودري. تمثل القصائد في هذا الجزء التطور في الشعر الأسود، والبدء في كتابة مواضيع جديدة، ويحتوي العديد من القصائد الطويلة التي نفدت طبعاتها أو التي يصعب العثور عليها.

"صلاة إحياء الذكرى" هو الجزء الرابع من الأنطولوجيا، ويضم قصائد لشعراء ما بين 1936 و1959، وشعر هذه السنوات محموم بالحرية مثلما هو هذا الوقت الذي شهد حركات واحتجاجات تطالب بقوننة الحقوق المدنية للسود. 

يذكر المحرر جميع الحركات والتيارات الهامة في الشعر الأفروأميركي منذ القرن التاسع عشر

وفي الجزء الخامس المعنون "أفكار عن الأنساب" والممتد بين 1959 و1975، نقرأ لأسماء أصبحت معروفة على مستوى العالم، مثل مايا أنجلو، ومايكل هاربر، وماري إيفانز، وأودري لورد وأليس ووكر وآخرين، ويمتد فعل المقاومة بالشعر فيها، ويظهر الاحتجاج فيها كما لم يظهر من قبل. ومن عام 1976 إلى 1989 يأتي الجزء السادس، بعنوان "الضوء الأزرق"، ثم جزء "أغاني في مديح النهار" وتضم شعراء برزوا بين عام 1990 و2008. 

أما الجزء الأخير فيأتي بعنوان "ما بعد الإعصار" ويشمل شعراء أفروأميركيين ظهروا بين عام 2009 و2020، منهم حنيف عبد الرقيب، وإليزابيث أكيفيدو، وجوشوا بينيت، وإيف ل. إوينج وآخرون. 

يذكر المحرر يونغ جميع الحركات والتيارات الهامة في الشعر الأفروأميركي؛ وهي شعراء القرن التاسع عشر الفرنكوفونيون، وشعراء شيكاغو، ومجموعة "أومبرا" في أوائل الستينيات، وجماعة "الغرفة السوداء"، إلى جانب قصائد لشخصيات فردية يصعب تصنيفها: مثل الخزاف المستعبد ديفيد دريك، والحداثي ملفين ب.تولسون، والتجريبي راسل أتكينز. 

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون