لويس فيرديناند سيلين.. كشفٌ روائي عنوانه "لندن"

15 أكتوبر 2022
سيلين عام 1955 (Getty)
+ الخط -

في عام 1945، وعلى إثر انتهاء "الحرب العالمية الثانية"، اقتُحمت شقّة الكاتب الفرنسي لويس فيرديناند سيلين (1892 – 1961) في باريس، وسُرقت منها قرابة ستّة آلاف ورقة من مسوّداته، وقد تضمّنت هذه الأوراق روايات عدّة مكتوبة بخطّ يد الروائي. 

بعد مرور سبعة وسبعين عاماً، وفي أيار/ مايو الماضي كانت الأوساط الثقافية الفرنسية على موعد مع حدثٍ أعلنت فيه "منشورات غاليمار" عن نشرها رواية "حرب" والتي تشغل 250 صفحة فقط من أوراق سيلين الضائعة، وذلك بعد عامين من إعلان الصحافي الثقافي الفرنسي جان بيير تيبودا بأنّه تحصّل على تلك المخطوطات.

اليوم عادت دار النشر ذاتها، لتعلن لجمهور القرّاء عن صدور رواية "لندن" في كشفٍ ثانٍ ضمن الأوراق المتبقّية، وبفترة زمنية لم تتجاوز خمسة أشهر. ومن المتوقّع أن يحقّق الإصدار الجديد مبيعات كبيرة، كما الرواية الأُولى التي رأت النور بعد قرابة نصف قرن من رحيل صاحبها.

الجدير بالذكر أنّ سيلين يُعدّ من روائيّي فرنسا الذين تُرجِمَت أعمالُهم بكثرة إلى لُغات مختلفة، إلّا أنّ سيرة حياته في ظلّ الحرب وانقساماتها هي التي عزّزت شهرته، خاصّة بعد هربه من فرنسا بُعيد انتهاء الحرب إثر اتهامه بالتعامل مع النازيين، والحُكم عليه بالإعدام، لتكون الدنمارك محطّته التي استقرّ فيها حتّى رحيله عام 1961.

مخطوطات سيلين - القسم الثقافي
صورة للمخطوطات المكتشفة، باريس 10 آب/ أغسطس 2021 (Getty)

ورغم أنّ الروايتين "حرب" و"لندن" ترتبطان من حيث الشكل والمصير ببعضهما، إلّا أنّ أسلوب كاتبهما السردي المتين هو ما يوحّد بينهما أكثر.

وحيثُ تدور أحداثُ الرواية الأولى حول "الحرب العالمية الأولى" أي مطالع القرن الماضي، وتؤرّخ لمرحلة مهمّة من حياته بوصفه مجنّداً في الجيش، فإنّ الرواية الثانية لا تبتعد في موضوعها عن خطّ السيرة الذاتية الذي بدأه، وإن استعان فيها بشخصيات روائية ليروي حياته على ألسنتها.

يُشار إلى أنّ أدب سيلين أثّر بخصائصه الأسلوبية بالكثير من كُتّاب فرنسا في النصف الثاني من القرن العشرين، وبالأخصّ عملُه "سفَر إلى آخر الليل" (1932)، رغم ما طاله من منع وملاحقة بسبب آرائه التي اختُزلت بـ"مُعاداة السامية".  

المساهمون