بعد احتفاء مصر، والعديد من الدول الأوروبية، خلال الأسابيع الماضية بذكرى مرور مئتي عام على اكتشاف حجر رشيد من قِبَل عالِم اللغويات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون (1790 - 1832)، ها هي أنظار المهتمّين بالمصريات، وأنظار المؤسسات الثقافية في مصر، تتوجّه إلى ذكر مرور قرن من الزمن على اكتشاف قبر توت عنخ آمون.
اكتُشف قبر الفرعون المصري (حكمَ تقريباً بين 1336 و1327 قبل الميلاد)، الذي ينتمي إلى الأسرة المصرية الثامنة عشرة، عام 1922 في وادي الملوك، على الضفّة الغربية للنيل قبالة الأقصر، على يد عالم الآثار والمصريات البريطاني هوارد كارتر (1874 ـ 1939).
وفي الذكرى المئوية لهذا الاكتشاف، الذي يعود بالتحديد إلى الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1922، تشهد عدّة مدن المصرية احتفالات منذ أيام، حيث احتضنت مدينة الأقصر العديد من الفعاليات في هذا السياق، ولا سيّما في إطار "ملتقى النيل الدولي للفنون" الذي اختُتم أوّل من أمس الأحد وضمّت فعالياته إقامة معرض قام فيه ثلاثون فنّاناً، من ستّة بلدان، برسم لوحات في الهواء الطلق متعلّقة بالفرعون المصري، ثم جرى عرض هذا اللوحات للجمهور في مكان واحد.
كما أُعلن عن انتهاء أعمال الترميم في منزل هوارد كارتر، مكتشف المقبرة، في البرّ الغربي لمدينة الأقصر، وجرى فتحه للجمهور بعد صيانته وتجهيزه بدعم من مؤسّسات أميركية وبريطانية.
بدورها، خصّصت "مكتبة الإسكندرية" الشهرَ الجاري للاحتفال بمناسبة اكتشاف مقبرة الفرعون الأشهر، حيث افتَتحت معرضاً بعنوان "الصورة الحيّة لتوت عنخ آمون"، ويتضمّن كنوز الملك المصري إلى جانب متعلّقات ووثائق تعود إلى مرحلة اكتشاف قبره، وكذلك عملات معدنية تحمل صورته، مع رصْد توثيقي للظروف التي جرى فيها اكتشاف القبر ودور الآثاريين والموظّفين والعمّال المصريين فيه.
وتشمل احتفالات المكتبة العديد من الحقول، من المحاضرات إلى المنشورات، حيث خصّصت العدد التاسع والأربعين من مجلّة "ذاكرة مصر" لهذه المناسبة، كما يحتفي برنامجها الأسبوعي "سينما الأحد" بالمناسبة ذاتها عبر عرض شريط حول الفرعون المصري وتاريخ مصر القديم يحمل عنوان "الحضارة التي أنجبها النهر" (1970) للإيطالي رونزو روسيلليني، أو عبر تنظيم محاضرة حول السينما، كما هو الحال يوم الأحد المقبل، الثالث عشر من الشهر الجاري، والذي يشهد محاضرة للناقد سامي حلمي حول "معالجة السينما العالمية لشخصية توت عنخ آمون".