مارتن غايفورد.. سيرة أُخرى لمايكل أنجلو

17 ابريل 2023
مايكل أنجلو في بورتريه يعود إلى القرن السادس عشر (Getty)
+ الخط -

في عام 2013، أصدر ناقد ومؤرّخ الفنون البريطاني مارتن غايفورد كتاب "مايكل أنجلو.. حياة ملحمية" الذي يشير إلى الكمّ الهائل الذي كُتب عن حياة الفنان الإيطالي الطويلة التي قاربت التسعين، والأحداث العديدة المضطربة التي عايشها، وتجعل من الصعوبة الجمع بينه كإنسان، وبين ممارسته كفنان بشكل متماسك.

واعتمد في مقاربته على رسائل ونصوص تركها أنجلو والعديد من المرجعيات المعاصرة الأخرى، حول تجربته الاستثنائية قياساً لوصوله إلى الشهرة في سنّ مبكّرة قبل أن يصل الأربعين، في لحظة كانت روما تدخل عصراً ذهبياً قبل أن تنطلق دعوات الإصلاح الديني التي غيّرت وجه أوروبا بعد رحيله.

صدرت حديثاً النسخة العربية من الكتاب بترجمة محسن بني سعيد عن "مكتبة ومنشورات نابو" في بغداد، الذي تشير مقدّمته إلى أن أنجلو كان يُعتقد على نطاق واسع أنه أعظم نحّات أو رسام عاش على الإطلاق، بينما رآه أعداؤه بخيلاً ومتعجرفاً ومخادعاً.

غلاف الكتاب

صورة مليئة بالتناقضات رُسمت حوله، وهو الذي جمع بين أربعة من أهم الفنون تُميّز في كلّ منها على حدة، فهو رسام ومعماري وشاعر ونحات بالإضافة إلى أهمية منجزاته، عمل أنجلو بالقرب من مركز الأحداث: البؤرة التي تغيّر فيها التاريخ الأوروبي من عصر النهضة إلى الإصلاح، بحسب الكتاب.

ويوضّح غايفورد بأن أنجلو استوعب الفلسفة الأفلاطونية التي كانت شريان الحياة الثقافية في شبابه، ما جعله ينظر إلى الجسد الإنساني وفق منظور مثالي خالص، لكنه سيظهر بُعداً آخر في شخصيته حيث تعكس التوتّرات التي حرّكت فنّه مزيجاً من صفات متضادّة، من العدوانية والتعاطُف، والرقيّ وعدم التهذيب، والإخلاص والتمرّد في آن واحد.

في موضع آخر، يلفت إلى الكسر المتعّمد والبارع للقواعد الكلاسيكية الذي مارسه الفنان في مرحلة تالية من خلال أعماله النحتية التي تركها، وتبرز قدرته على تقديم التناقضات في التعبيرات الإنسانية حيث يحضر الإغواء واليأس في منحوتة واحدة، بعد أن يتخلّى عن إيمانه بالجمال الجسدي كطريق إلى الإلهي.

ويرى غايفورد بأن التقلّبات المزاجية والبارانويا العدوانية كانت تسير جنباً إلى جنب مع القدرة الإبداعية لأنجلو، حيث كان يلقي نوبات غضب ضدّ عائلته وأصدقائه وحتى رعاته، كلما كان العمل الذي يشتغل عليه هو الأكثر تألّقاً قياساً بأعماله السابقة، ورغم عُصابيته وتعقيده إلّا أنه كان يعبّر عن عاطفته في كثير من الأحيان.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون