مثقفو مصر .. إحراج اسمه غزة

26 يوليو 2014
غرافيتي مصري (تصوير: محمد الحبيشي)
+ الخط -

التاسعة مساءً 25 تموز/ يوليو في ميدان "طلعت حرب"، وسط القاهرة، كان موعد وقفة تضامن المثقفين المصريين مع غزة التي دعا إليها بعض المثقفين الشباب. لم يخطر ببال أيّ من هؤلاء أن تكون نسبة المشاركة ستكون معدومة من قبل "الأسماء المعروفة" في الوسط الثقافي.

كان الهدف من هذه الوقفة دعم قوافل الإغاثة الشعبية التي تتجه من مصر إلى غزة، بعد أن أوقفت سلطة العسكر إحدى هذه القوافل منذ عدة أيام، وتسجيل موقف رافض لما يتعرض له أهل غزة، وسط أجواء التحريض الإعلامي في مصر عليهم بدعوى الهجوم على حماس، مثل التصريحات الموتورة لـ "الكاتبة" لميس جابر التي شنت هجوماً فاشياً على الفلسطينيين دعت فيه إلى طردهم من مصر ومصادرة أملاكهم والقبض على كل مصري يتعاطف معهم واتهامه بالخيانة العظمى!

جاءت مبادرة هؤلاء الشباب لتقول أن موقف "إعلام رجال الأعمال" لا يمثل القطاع الأكبر من المصريين الذين يرفضون العدوان على غزة، وحرصوا في دعوتهم على ألا يكونوا تابعين لأي حركة أو حزب، لأنهم فقدوا الثقة في أغلب القوى السياسية التي تخلط بين خلافها الأيديولوجي مع حركة حماس، وبين ما يتعرض له أهل غزة من عدوان على يد الاحتلال الإسرائيلي. وأكدوا ذلك من خلال الشعارات التي رُفعت في بداية الوقفة، وأبرزها: "القضية الفلسطينية في قلب الثقافة المصرية" و"المقاومة في غزة جزء من الحرب بين شعب ودولة احتلال".

لم تمر عدة دقائق على انطلاق الوقفة حتى أرسل رجال الأمن بعض الباعة الجوّالين الذين يستخدمهم رجال الأمن وأمروهم بفضّ الوقفة لعدم حصولهم على تصريح أمني، فوجد المعتصمون أنفسهم محاصرين بين خذلان المثقفين وبلطجة رجال الأمن.

الشاعر زين العابدين فؤاد الذي شارك الشباب وقفتهم، قال للعربي الجديد "إن غياب المثقفين الذين دعاهم بشكل شخصي إلى هذه الوقفة يؤكد غياب دورهم في المجتمع، واتساق موقفهم مع موقف الإعلام المصري المحرّض حاليّاً على غزّة".

غياب المثقفين عن هذه الوقفة لم يبدُ مستغربَاً لدى بعض الشباب الذين رأوا أن النخبة المصرية التي يقتصر دورها الآن على ترويج رواية العسكر بأن "حماس قتلت الجنود المصريين على الحدود" لن تتضامن غزة، وربما لم يعد بمقدورها التضامن مع أي قضية عادلة.  

المساهمون