محمد عبلة: بساطٌ مسحور للتحليق بعيداً عن الواقع

19 أكتوبر 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- معرض "بساط الريح" للفنان محمد عبلة في "غاليري الزمالك" بالقاهرة يستعرض أرجوحة مزينة بسجادة تقليدية، مستوحاة من الأساطير العربية مثل "ألف ليلة وليلة"، حيث يجلس الزوار عليها ويطيرون بمخيلتهم.
- اللوحات تعرض أطفالاً وعائلات يركبون بساط الريح، مستخدمين ألواناً زاهية تعكس الفرح الطفولي، مع تفاصيل غامضة تضفي تشويقاً على المشاهد المستوحاة من الأحلام.
- عبلة، الحاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة الإسكندرية، يركز على استدعاء الطفولة في أعماله، معارضه أقيمت في دول عديدة منها السويد وألمانيا.

أرجوحةٌ مثّبتة بجدران القاعة من خلال جبال مشدودة، وُضعت عليها سجّادة (حصيرة) تَوارث الحرفيون التقليديون في مصر والمنطقة العربية إنتاجها منذ قرون، في معرض "بساط الريح" للفّنان المصري محمد عبلة (1953) الذي افتتح مساء الاثنين الماضي في "غاليري الزمالك" بالقاهرة، ويتواصل حتى الخامس من الشهر المقبل.

يصبح الفيديو الذي ينشره الفنّان على حسابه في فيسبوك جزءاً من التجربة، حيث تبرز على الجدار عبارة "تعالى واركب ببساط خيالك"، بينما يجلس الزوّار فوق الأرجوحة ويطيرون بمخيّلتهم، في مشاركة لثيمة المعرض، وينظرون صوب الحائط الذي رسم عليه الفنان طفلاً يركب بساطاً أحمر وعينُه على كلّ ما يقع في الأسفل.

مشهدٌ يخترعه عبلة في استعادةٍ للحظة خارجة عن الواقع مستمدّة من الأساطير العربية والشرقية القديمة كما وردت في كتاب "ألف ليلة وليلة" عن بساط مسحور يطير بواسطته الناس، ويصلون إلى وجهاتهم بسرعة البرق، ومنها حكاية علاء الدين الذي كان يتنقّل ببساطه في أنحاء المعمورة.

محمد عبلة
من المعرض

لا يملّ الفنان من التنويع في الموضوعات التي طرحها منذ معرضه الأوّل في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وكذلك في الوسائط الفنّية التي يستخدمها؛ من رسم ونحت وفوتوغراف وغرافيك وأعمال فيديو. وهو يقدّم معرضه الجديد مستنداً إلى منظور الأطفال تحديداً وهُم يركبون بساط الريح؛ حيث تغدو نظراتهم بؤرة العمل الفنّي ثُمّ تُشكَّل بناءً عليها بقية المفردات.

في إحدى اللوحات المعروضة، يجلس ثلاثة أطفال على بساط أحمر فوق مدينةٍ لا تظهر ملامحها التي غطّى عبلة معظمها بضربة فرشاة من أجل إضفاء مزيد من الغموض والتشويق على أبطال اللوحة القادمين من حكاية أسطورية، فالأوّل يمسك بصندوق خشبي أخضر اللون، والثاني بعصا، والثالث يمدّ جسده خارج البساط، وثلاثتهم يراقبون العالم من علٍ.

لا تغيب الألوان الزاهية في تأكيد على الفرح الطفولي أو البدائي

في عمل آخر، أُمٌّ وأب وطفلهما يركبون بساطاً ويديرون ظهورهم للمتلقّي وهُم يطيرون وأسفلهم أضواء وتضاريس مجرّدة من دون تفاصيل واضحة. ويتكرّر المشهد ذاته في لوحة أُخرى حيث عائلة تسافر في رحلتها بينما تسير الجموع في الأسفل وكأنّها في عالم منفصل عمّا تعيشه الكائنات الطائرة.

يلوّن عبلة البساط بالأحمر أو الأخضر وغيرهما من الألوان الزاهية التي لا تغيب عن جميع اللوحات في تأكيد على الفرح الطفولي أو البدائي الذي يرتسم على ملامح الشخصيات. واستكمالاً لهذه الأجواء، سيختفي البساط في عملٍ يظهر فيه أشخاص يطيرون في السماء ونبتت فوق أحدهم ريش أو أجنحة، ويحمل آخر على رقبته طفلاً بيده بالونات، ويبدو المشهد برمّته مستوحىً من حلم.

محمد عبلة
من المعرض

في حديث مختصر حول المعرض، يشير الفنّان إلى أنّ الموضوع كلّه عن فكرة الحلم؛ حيث الناس لا يعرفون كيف يعيشون الحقيقة ويريدون أن يهربوا من واقعهم إلى الأحلام، مضيفاً أنّ أجمل ما يفعله الإنسان هو استدعاء الطفولة، وبكلمة أوضح "أن يبقى طفلاً".

يُذكر أنّ محمد عبلة حاز درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من "جامعة الإسكندرية" عام 1977، ثمّ التحق بـ"كلية الفنون والصناعات" في مدينة زيورخ السويسرية وتخرّج منها سنة 1981. أقام معارض في السويد وألمانيا وهولندا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا بالإضافة إلى مصر.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون