"مسرح المقاوَمة".. تذكُّر كاتب ياسين ومحمّد بوديّة

24 ديسمبر 2023
كاتب ياسين
+ الخط -

ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من "المهرجان الوطني للمسرح المحترف"، التي انطلقت مساء أوّل من أمس الجمعة وتستمرّ حتى الأحد المُقبل، احتضنت "قاعة امحمّد بن قطّاف" في "المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي" بالجزائر العاصمة، أمس السبت، ندوةً بعنوان "مسرح المقاوَمة: من الثورة الجزائرية إلى نصرة الأقصى"، تحدّث فيها كلّ من الأكاديميَّين عبد الحليم بوشراكي ومحمّد كريم أصوان والكاتب والمسرحي احميدة عيّاشي.

وتحت عنوان "المسرح المقاوِم: من الثورة الجزائرية إلى نصرة الأقصى"، قدّم الأستاذ في "جامعة قسنطينة"، عبد الحليم بوشراكي، مداخَلةً اعتبر فيها أنّ العالَم يعيش، منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، مشهدية فارقة ولّدت مرجعيات خطاب جديدة، وهو ما يدفع المسرح إلى ابتكار طرق جديدة لمقاربة ما يحدث، مُضيفاً: "منظومة القيَم أصبحت مختلفةً تماماً، والملحمة التي تعيشها غزّة تضع المسرحيِّين أمام حمولة معرفية جديدة، ولا بدّ عليهم من تقديم فصل جديد من فصول القيَم المسرحية التي تتجاوز كلّ المدارس المسرحية المعروفة".

وخصّص احميدة عيّاشي مداخلته للحديث عن الروائي والمسرحي الجزائري كاتب ياسين (1929 - 1989) الذي قال إنّ تجربته الإبداعية "وُلدت من تراجيديا مجازر الثامن من أيار/ مايو 1945؛ حيث عايش الإبادة الاستعمارية الوحشية وتأثر بمَشاهد أحدثت بداخله ثورةً من التساؤلات وجعلته يُعيد النظر في الخطاب الثقافي والفكري".

بالنسبة إلى عيّاشي، فإنّ حرب الإبادة التي تتعرّض لها غزّة اليوم تشبه تلك الصدمة التي عرفها كاتب ياسين في مختلف المحطّات التاريخية التي شكّلت وعيه السياسي والتاريخي والجمالي، ودفعته إلى البحث عن الوطن من خلال الأسلاف؛ وهو ما تجلّى في نصوصه؛ مثل "نجمة" و"الأجداد يزدادون ضراوة" و"الجثّة المطوَّقة"، وصولاً إلى "فلسطين المغدورة" الذي قال إنّه يجمع بين مسرحَي الاحتجاج والشارع.

ندوة المسرح والمقاومة
ندوة المسرح والمقاومة

وفي مداخلته التي حملت عنوان "مسرح محمّد بوديّة كفضاء للنضال"، قال الأستاذ في "جامعة الجزائر 2"، محمد كريم أصوان، إنّ المسار المسرحي والنضالي للمسرحي الجزائري محمّد بودية (1932 - 1973) "يتقاطع مع القضية الفلسطينية ويرتبط بها أشدّ الارتباط؛ حيث كتب عن القضية وعن التطوّرات السياسية في المنطقة العربية منذ الستّينيات، وكان مؤمناً بمشروع تحرُّر فلسطين من الاحتلال الصهيوني، مدفوعاً في ذلك بحماسه الذي ورثه من نضاله في الثورة الجزائرية".

وأشار أصوان إلى أنّ بوديّة جمعته علاقاتٌ وطيدة بمثقّفين فلسطينيّين وعرب مثل غسّان كنفاني وكمال خير بك، وقام برحلات إلى عواصم عربية مثل دمشق وبيروت، قبل أن يستقرّ في باريس، حيث أسّس خليّة مقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي انخرط فيها مناضلو الجزائر وبلدان أُخرى، ونفّذت عدّة عمليات، قبل أن يغتاله "الموساد الإسرائيلي" في باريس.

المساهمون