بعد غيابه في 2021، بسبب الأوضاع المترتّبة عن جائحة كورونا، عاد "معرض الدوحة الدولي للكتاب" العام الماضي؛ حيث أُقيمت دورتُه الحادية والثلاثون بين الثالث عشر والثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير، بمشاركة قرابة 430 دار نشر من سبع وثلاثين بلداً عربياً وأجنبياً. اعتُبرت تلك المشاركةَ الأكبرَ في تاريخ التظاهُرة؛ إذ تزامَنت الدورةُ مع مرور خمسين عاماً على انطلاق المعرض (1972 - 2022) الذي يُعدّ أقدم معارض الكتاب في بلدان الخليج العربي.
شهدت الدورةُ إقبالاً ملحوظاً من الزوّار، رغم الإجراءات الاحتياطية التي اتُّخذت بسبب الجائحة؛ حيثُ حُدّدت نسبة الحضور فيه بثلاثين في المئة من طاقته الاستيعابية الاعتيادية، كما اشتُرط التسجيل المسبَق عبر موقعه الإلكتروني من أجل زيارته.
كانت تلك هي الدورة الثانية بعد تغيير موعد إقامة المعرض من نهاية السنة إلى بدايتها؛ ففي حزيران/ يونيو 2019، أعلنت وزارة الثقافة القطرية عن ترحيل الدورة الثلاثين من كانون الأوّل/ ديسمبر من العام نفسه إلى الفترة بين التاسع والثامن عشر من كانون الثاني/ يناير 2020. وقالت الوزارةُ إنّ الموعد الجديد اختير بعد "دراسة شاملة لجدول الفعاليات في قطر، ولتجنُّب تعارضها، وخصوصاً الاحتفالات باليوم الوطني، وكأس العالم في كانون الأوّل/ ديسمبر 2022، بالإضافة إلى التنسيق مع اختبارات المدارس الحكومية والخاصّة".
هذا العام، غاب المعرض عن موعده السنوي؛ إذ مرّ كانون الثاني/ يناير الماضي من دون إقامة دورته الثانية والثلاثين، ومن دون إعلانٍ رسميّ عن تأجيلها إلى موعدٍ لاحق؛ وهو ما أثار تساؤلات لعددٍ من الكتّاب والناشرين القطريّين الذين تحدّث عددٌ منهم، لوسائل إعلام محلّية، عن التأثير السلبي لغيابه على دُور النشر والمشهد الثقافي بشكل عام، مُعتبرين أنّ إقامة معارض أُخرى، مثل "معرض جامعة قطر للكتاب" (بين 28 شباط/ فبراير والخامس من آذار/ مارس الماضيَين) و"معرض رمضان للكتاب" (بين الثلاثين من آذار/ مارس الماضي والخامس من نيسان/ أبريل الحالي)، لا يمكن أن تكون بديلاً للمعرض الدولي.
وأشار آخرون إلى أنّه كان مِن الأفضل تنظيم المعرض بالتزامُن مع استضافة نهائيات فعاليات كأس العالم (بين العشرين من تشرين الأوّل/ نوفمبر والثامن عشر من كانون الأوّل/ ديسمبر 2022)، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من الفعاليات الثقافية والفنّية أُقيمت على هامش هذا الحدث الكروي.
مؤخّراً، حدّدت إدارة "معرض الدوحة الدولي" موعد إقامة دورته الثانية والثلاثين؛ إذ يُشير الموقع الإلكتروني للتظاهرة بأنّ الدورةَ المُقبلة ستُقام بين الثاني عشر والحادي والعشرين من حزيران/ يونيو المُقبل.
ولم يجرِ الإعلان بعدُ عن تفاصيل إضافية حول الدورة؛ مثل عدد دُور النشر المشاركة وضيف الشرف والبرنامج الثقافي، كما أنّه ليس معروفاً إن كان المعرضُ سيستمرّ في الانعقاد خلال هذه الفترة أم أنّه سيعود إلى موعده المعتاد، في الشهر الأوّل من كلّ سنة، بدايةً من العام المُقبل.