إذا كان اليوم العالمي للّغة العربية يُصادف الأحد المقبل، الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، فإن "معهد العالم العربي" في باريس قد شاء الاحتفال بهذه المناسبة منذ أمس الأربعاء وحتى الأحد، ببرنامجٍ يضمّ العديد من الفعاليات التي تعرض وتناقش جوانب متعدّدة من لغة الضاد.
بدأت سلسلة الأنشطة بلقاء ونقاش عُقد أمس مع مديرة "مركز اللغة والحضارة العربية" في المعهد، ندى يافي، ودار حول كتابها "دفاعاً عن اللغة العربية"، الذي سيصدر مطلع الشهر المقبل لدى منشورات "ليبرتاليا".
انشغلت مداخلة يافي، مثل كتابها، بالحديث عن حضور اللغة العربية في فرنسا، عائدةً إلى تاريخها في بلد موليير، والمخيال العام حولها وحول ارتباطها بالدين الإسلامي، واستغلال حضورها في فرنسا من قبَل اليمين المتطرّف، إضافة إلى الدور الذي تلعبه في التركيب الهوياتي لدى كثير من أبناء المهاجرين الذين يجدون في الضاد ردّاً على الاستعمار الفرنسي وعواقبه.
وشهد مساء الأمس حفلاً موسيقياً أراد المنظّمون، من خلاله، الإضاءة على النحو الذي يُنظَر من خلاله إلى الموسيقى العربية في آسيا الوسطى والهند، حيث اجتمع في الأمسية كلٌّ من عازف العود والمغنّي الجزائري قيس سعدي، إلى جانب عازف آلة الرُباب الأفغانية كينغو سايتو، وعازف الطبلة الهندي برابهو إدوار.
ويركّز البرنامج على الموسيقى من خلال العديد من الفعاليات الأُخرى، من بينها استعادةٌ (عند الثانية والنصف من بعد ظهيرة السبت) لما يُعرَف بموسيقى القيان، مع قيس سعدي، وأمسية موسيقية ترافقها قراءات غنائية وشعرية، تقدّمها الفنانتان السوريتان لين أديب وحلا عمران عند السابعة من مساء السبت، إلى جانب أمسية موسيقية، على وقع قصائد مختارة من الشعر العربي القديم، لعازفين من فرقة "باب السلام": رفائيل فويار (كلارينيت) ومهند الجرماني (عود وغناء).
أمّا اليوم، فيستضيف المعهد كلّاً من أستاذة اللسانيات والترجمة باربارا كاسّان، وهي عضو في "الأكاديمية الفرنسية"، وفريق مؤسّسة "بيوت الحكمة"، المختصّة بالترجمة، والتي استلهمت اسمها من بيت الحكمة البغدادي؛ حيث يجري تقديم المؤسسة بشكل عام، وتقديم بعض من مشاريعها، ولا سيما مشروعها حول الكلمات غير القابلة للترجمة في الأديان التوحيدية الثلاثة.