إذا كنّا نعيش في عصر الصورة، وأثرها المُعمَّم على قطاعات مختلفة من حياتنا المعاصرة، وبالخصوص الثقافية منها؛ فإنّ الصوت بالمقابل ما زال يشغل حيّزاً كبيراً أيضاً. ومن هنا يُمكنُ لنا أن نفسّر الانتعاشة التي تعيشها صناعة البودكاست (التدوين الصوتي). حيث تُطالعنا يومياً الكثير من البرامج التي ما زالت تلجأ إلى هذه المساحة، وتستثمرها مع التطوّر الحاصل في وسائل التواصُل الاجتماعي.
عام 2020، أعلن "المورد الثقافي" عن إطلاق الموسم الثاني من مشروعه الخاص بالتدوين الصوتي بعنوان "مدوّنات"؛ بهدف دعم إنتاج وتوزيع محتوى صوتي باللغة العربية عبر شبكة الإنترنت، حول الفنون والثقافة في المنطقة. وانقسم المشروع إلى مسارين، الأوّل: يتضمّن تدريب وإنتاج حلقتين ضمن سلسلتَي "الأساطير" و"البدائل"، وهو موجّه للمبتدئين أو لمن لديهم خبرة في الإنتاج الصوتي. أمّا الثاني، فهو مخصّص لإنتاج سلسلة مدوّنات صوتية من عشر حلقات موجّه لمن لديهم خبرة في إنتاج البودكاست. ومع مطلع هذا العام، كان المشروع قد أتمّ إنتاج أكثر من خمسين حلقة في كلا المسارين.
يومَي الأربعاء والخميس المُقبلين، يُنظّم "المورد" تظاهرة بعنوان "ملتقى التدوين الصوتي"، وذلك في "مساحة فابريكا" ببيروت، وتُبثّ عبر قناته على منصّة يوتيوب. ويبحث الملتقى في واقع ومستقبل التدوين الصوتي وإنتاج البودكاست باللغة العربية حول الثقافة والفنون، حيث يستضيف مدوّنين وخبراء في جلسات للتفكير والنقاش حول هذا الوسيط والمحتوى ومنصات النشر والتجارب المتراكمة في هذا المجال.
يتضمّن اليوم الأوّل جلستَي نقاش: "كيف يُمكننا فهم الصوت وتفكيك علاقته بالمحتوى البصري والمكتوب"، ويشارك فيها: ريا بدران ولولي سيف وسعيد أبو جابر وعثمان شرنوبي، و"منظور أقرب لنماذج حيّة، من خلال التجربة والسياق" بمشاركة هبة الشريف وأحمد قطليش وبسام مرتضى، في حين يُختَتم اليوم بدردشة مع المُصمّم ناجي المير الذي أنجز الهوية البصرية لمشروع "مدوّنات".
أمّا اليوم الثاني، فيتضمّن ثلاث جلسات: "البودكاست كوسيلة للتوصل بين المصدر والمهجر" ويتحدّث فيها كلّ من: رشا حلوة ومايكي مهنى وعلي موره لي، و"تحدّيات واحتياجات الإنتاج المستقلّ وعلاقته بالإنتاج المنظّم" بمشاركة أنطوني الطويل والمى عينتابلي ويارا مكاوي، و"البودكاست إلى أين؟" مع لينا عطالله ورنا داود.