هَمُّ كلِّ يوم؟ لا بد أن نعيش، وليس بالمعنى المجازي.
هَمُّ كلّ يوم: لقد أخرجَنا حُكّامُنا العربان من حلبة الزمان، وليس بالمعنى المجازي للكلمة.
هَمُّ كلّ يوم: لقد فقدَ العديد من المناضلين الثوريين والاجتماعيين حياتهم بسبب موقفهم من السُّلطان، قبل شجبهم للأزمة الحالية بدقّة.
هَمُّ كلّ يوم: عبر تاريخ البشرية، شهدنا العديد من الأزمات؛ الحالية ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فَياما دقّت على الراس طبول؛ إنما المشكلة هي: كيف تتعامل مع الأزمة ولا تموت أثناء المحاولة؟
هَمُّ كلِّ يوم: نعيش أزمة حضارية ولا مفرّ من المقاومة حتى يمكن الحلم بفقرة من اليوتوبيا، وليس بالمعنى المجازي للكلمة.
يُستحسن عدم استخدام المجازات التي أنقذت الرأسمالية من غير ضيق
هَمُّ كلِّ يوم: وللنظر في هذا التأمُّل الموجَز ــ والذي على الرغم من كلّ شيء، يستمرّ في مقاومة النظام الحالي، ولا يتخلّى عن يوتوبيا لعالم أفضل، عالم من الحب ــ قد نحتاج لوقت ما، وليس بالمعنى المجازي للكلمة.
إنّ فكرة أزمة الحضارة مهمّة لأننا معها نريد التأكيد على أننا نشهد استنفاد نموذجٍ من التنظيم الاقتصادي والإنتاجي والاجتماعي، مع تعبيراته الخاصة في المجالات الأيديولوجية والرمزية والثقافية. جوهر هذا التفكير هو مسألة الاستنفاد، وليس بالمعنى المجازي للكلمة. ولقد تشير أزمة الحضارة هذه إلى العواقب الوخيمة لإنتاج البضائع، التي أصبحت عالميةً في السنوات الخمس والعشرين الماضية، بهدف تكديس الأرباح على الرأسماليين في العالم بأسره، ولا يمكن تحقيق ذلك إلّا بتفاقم تكاليف المواد والطاقة، وليس بالمعنى المجازي للكلمة. كما يطرح مفهوم الأزمة الحضارية هذا السؤال بشكل جذري، ونعني بذلك أن نذهب به إلى أصل السؤال وليس فقط سطحيًا. إن نمط الإنتاج الرأسمالي هو الذي يستغلّ تدميرَ حتى مصادر ثروته، لدرجةِ جعلِ طريقة التواجد في العالم هذه غير مستدامة. هذا هو الأمر، ومن الضروري تغييره، وليس بالمعنى المجازي للكلمة.
المقاومة أساسية في سيناريو ليس خيرًا لتأكيدِ حياتنا. هذه المقاومة لها بُعدان. من ناحية أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار لشروط البقاء، فالمقاومة تعني معارضة عنف النظام الحالي، فهي رفضُ ما يُعطى والقتال من أجل ما هو مختلف. ومن ناحية أخرى، فإن المقاومة لا تعني الاستسلام للوظيفة من أجل التوقّف عن التفكير النقدي والانضمام إلى صفوف الصحيحين سياسيًا، وليس بالمعنى المجازي للكلمة. فقط اليوتوبيا باقية في الأفق. يوتوبيا لعالَم آخر ممكن، حيث يوجد مجال للتعددية. يوتوبيا الحب، على حد تعبير بعض صغار الناس: "عندما نحبّ، نُعبّر عن الاهتمام والمودة والمسؤولية والاحترام والالتزام والثقة، بطريقة صريحة وواضحة". أو كما قال فلان: "الاشتراكية هي الاسم السياسي للحب". وعليه: في مواجهة أزمة الحضارة، لا يسعنا إلّا أن نقاوم ونناضل من أجل يوتوبيا لدينا، وليس بالمعنى المجازي للكلمة. فالمجازات أنقذت الرأسمالية من غير ضيق، ومن اليوم، يُستحسن عدم استخدامها، بالمعنى الحرفيّ للكلمة.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا