في عام 2010، تأسّست "جمعية أدوار للمسرح الحرّ" في مدينة كلميم (700 كلم جنوب الرباط) على يد مجموعة من الشباب الذين تدرّبوا في ورشات متخصّصة في المسرح، في محاولة منهم لاستعادة تجربة مسرحية بارزة عاشتها المدينة خلال الثمانينيات على يد عدد من الهواة.
توجّهت الجمعية إلى إطلاق مهرجان سنة 2012، يهدف إلى توفير فضاء للورش والتدريب المسرحي وإنتاج عروض تستكشف المسرح الحسّاني وتوظّف التراث الصحراوي للمنطقة، واستطاعت تنظيم خمس دورات من التظاهرة قبل أن تتوقّف عام 2016 بسبب عوائق عديدة؛ أبرزها يتعلّق بالتمويل وتفشّي جائحة كورونا خلال الأعوام الماضية.
عند السادسة من مساء الخميس المقبل، تُفتتح في قاعة "الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين" بالمدينة فعاليات الدورة السادسة من "مهرجان كلميم الدولي لمسرح الجنوب"، وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري، بمشاركة عروض من تونس ومصر والعراق إلى جانب المغرب.
المهرجان، الذي بدأ محلّياً في دورته الأُولى ثمّ غيّر تسميته واستقبل أعمالاً مغاربية قبل أن يتعثّر، يستأنف هذا العام أنشطته بصبغة دولية من خلال "العودة الى الانفتاح على عمقه الجنوبي الأفريقي، وتنظيم برمجته وفق التصوّر الذي انبثقت عنه توصيات الدورات السابقة، والأمل أن تتوفّر الشروط المالية واللوجيستية للمحافظة على انتظامه"، بحسب بيان المنظمين.
تتوزّع العروض المشاركة على عدد من فضاءات كلميم، وهي: مقر "جمعية تحدّي الإعاقة"، و"كلية التدبير والاقتصاد"، و"مؤسّسة التفتّح الفنّي والأدبي"، حيث تُعرض يوم الافتتاح مسرحية "نصراني في تراب البيظان" من إعداد وإخراج عبد اللطيف الصافي وإنتاج "فرقة أدوار للمسرح الحر"، وتستند إلى قصّة حقيقية عاشها كاميل دولز؛ الباحث الأنثروبولوجي والرحّالة الإنكليزي الذي وقع أسيراً لدى قبائل الصحراء في المغرب أواخر القرن التاسع عشر، وأمضى عندهم خمسة أشهر وثّقها في كتاب.
وتُنظَّم صباح الجمعة المقبل ورشات في التكوين المسرحي، حيث تؤطر المخرجة التونسية دليلة مفتاحي ورشة فن الحكي، كما تُقام ورشة ثانية بعنوان "المسرح والتربية" يديرها الفنّان العراقي علاوي حسين، وتُعرض عند الثامنة من مساء اليوم نفسه مسرحية "أوسكار" من إنتاج "جامعة أسيوط" المسرحية.
وتتواصل فعاليات المهرجان، الذي يقام تحت عنوان "مسرح الجنوب والذاكرة"، بتنظيم "ورشة الأداء الحركي" لفائدة ذوي الإعاقة، من تأطير الفنّانة المصرية وفاء الحكيم، بينما يدير الفنّان المغربي المختار مجديلية ورشة في فنّ الارتجال.
وتُعقد ندوة حول "مسرح الجنوب والذاكرة" مساء السبت المقبل، بمشاركة الباحثين والمسرحيّين: سليمة أمرز، والعزة بيروك ، وموراد المتيوي، وعزيزة عكيدة، ويديرها الفنان والصحافي عبد الحق ميفراني، الذي يؤطّر بدوره ورشة "هندسة المشاريع الثقافية والفنية" في يوم الختام، والذي تُعقد فيه أيضاً ورشة بعنوان "الممثّل في أطر العمل غير التقليدية" من تأطير وفاء الحكيم.