موحو صحراوي.. مشاهد من الجنوب الجزائري

06 سبتمبر 2022
(مقطع من عمل لـ موحو صحراوي، من المعرض)
+ الخط -

بدأ التشكيلي الجزائري محمد صحراوي (1965) مشواره كرسّام كاريكاتير في جريدة "الجمهورية الجديدة" بداية التسعينيات في فترة شهدت فيها بلاده صراعاً دموياً استمرّ عشر سنوات، وبالتزامن مع ذلك مارس الرسم حتى أقام أوّل معرض شخصي عام 2003.

نهل الفنّان الذي حمَل لقب "موحو" منذ بداياته من مفردات بيئته الصحراوية وتقنيات مستمدّة من ثقافتها، موظِّفاً الرموز الهندسية المعقّدة التي تعبّر عن البدائية القديمة، وتجمع بين عدد وافر من الشخصيات الأمازيغية، والعربية، والرومانية في تاريخ الجنوب الجزائري، كما استخدم في بعض أعماله كتابة هيروغليفية ورسائل مكتوبة على ألواح الطين.

حتى الثلاثين من الشهر الجاري، يتواصل معرضه الجديد تحت عنوان "حب وحرية" الذي افتتُح في "رواق الفنون - محمد راسم" بالجزائر العاصمة مساء السبت الماضي، ويضمّ أربعة وأربعين لوحة تتناول ثيمات أساسية لم تغادر معارضه السابقة وتتّصل بعلاقة الكتابة بالموسيقى والرسم.

من المعرض
من المعرض

يحاكي موحو أحداثاً عاشتها الجزائر واستقرّت في ذاكرتها الجمعية، ومنها لوحة "فيضانات باب الواد نوفمبر2001" التي تصوّر السيول الجارفة التي دمّرت مساحات واسعة في بلدية باب الواد في العاصمة، وخلّفت مئات الضحايا جرفتهم السيول نحو البحر، لا يزال بعضهم مفقوداً حتى اليوم.

إلى جانب لوحات تصوّر بعض الطقوس والعادات، خاصة التي تتعلّثق بالطبوع الموسيقية الشعبية المنتشرة في الجزائر كما في لوحة "لميمة"، و"النجمة"، و"الهلال"، و"الخامسة"، و"ابنة الشمس"، و"التبسيمة"، و"لحْجَر"، وخصّص أيضاً سلسلة تضمّنت اثنتين وعشرين لوحة بعنوان "أصحاب الحرية" تستعيد ذكرى مرور ستين عاماً على انتصار ثورة التحرير ضدّ الاستعمار الفرنسي.

يستخدم موحو تقنيات الرمل والوشم في أعماله وكذلك الرسم بألوان الأكريليك، مع تضمينها كتابات مقتبسة لشخصيات مثل الروائي والكاتب المسرحي كاتب ياسين (1929 – 1989)، والفنان التشكيلي محمد إيسياخم (1928 – 1985) في استذكار لريادة الأول في السرد الجزائري وتأثير الثاني على الحركة التشكيلية في بلاده، وخاصة تيار التجريد.

يُذكر أن محمد صحراوي درس هندسة تخطيط استخدام الأراضي، وتعلّم الفن على يديه من خلال تلقيه دورات متخصصة في فرنسا مطلع الألفية الثالثة، وقدّم عروضاً تمزج بين موسيقى القناوة والرسم في عدد من المدن الفرنسية.
 

المساهمون