ميسرة بارود.. معرض توثيقي احتجاجي ضدّ الإبادة

17 ابريل 2024
في أثناء تجهيز المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- الفنان التشكيلي الغزّي ميسرة بارود يواصل توثيق العدوان الصهيوني من خلال رسوماته، معبرًا عن فقدانه لبيته ومرسمه وآلاف المخطوطات وأكثر من 3000 كتاب، مما يعكس فقدانه لعالمه الخاص وذكرياته.
- يُفتتح معرض "لا زلتُ حيّاً" في "غاليري زاوية" برام الله، يضم أعمال بارود المعاد رسمها على جدران الغاليري، بمشاركة فنانين فلسطينيين آخرين، لتوثيق الأحداث على مدار 194 يومًا.
- المعرض يمثل معرضًا توثيقيًا احتجاجيًا مستمرًا، يعكس حياة النزوح واللجوء تحت القصف، ويسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين ومقاومتهم، مع التأكيد على مؤقتية الحرب وأمل انتهاء الاحتلال.

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يواصل الفنان التشكيلي الغزّي ميسرة بارود توثيق العدوان الصهيوني من خلال رسوماته التي ينشر جزءاً منها على صفحته في "فيسبوك"، في لحظة فقد فيها بيته ومرسمه، وعبّر عن ذلك بقوله "فقدتُ أدواتي وعشرات اللوحات وآلاف المخطوطات (السكيتشات) ومكتبة فنية تحتوي على أكثر من 3000 كتاب. لقد فقدتُ عالمي الصغير الخاص، وجميع ذكرياتي ومقتنياتي".

معظم تلك الرسومات نفّذت بالأبيض والأسود حيث تظهر آثار تدمير المنازل وبيوت العبادة وجميع مظاهر الحياة، وركام القصف يسدّ الطرقات حيث الغزيّون النازحون من مكان إلى مكان، ومنهم بارود، ينسجون الخيام، التي ستؤويهم في زمن الحرب.

من المعرض
من المعرض

يُفتتح عند الخامسة من مساء غدٍ الخميس في "غاليري زاوية" بمدينة رام الله معرض "لا زلتُ حيّاً" الذي يضمّ أعمالاً للفنان أعيد رسمها على جدران الغاليري، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من حزيران/ يونيو المقبل.

ساهم عدد من الفنانين الفلسطينيين ومنهم محمد سباعنة وفؤاد اليماني وآخرون في نقل هذه الأعمال، التي سجّل بارود من خلالها الأحداث على مدار مئة وأربعة وتسعين يوماً، وكان ينشرها إلى جوار عبارات تكثّف واقع الإبادة والوحشية الذي يمارسه الاحتلال.

من المعرض
من المعرض

في تقديم المعرض، يشير المنظّمون إلى أنه منذ أن فقد بيته ومرسمه في مدينة غزة في تشرين الأول/ أكتوبر، بدأ ميسرة بارود بتدوين يومياته في الحرب باستخدام ما وصلت له يداه من أوراق وأقلام حبر، ولم يتوقف يوماً عن الرسم، منذ أن فقد "عالمه الصغير الخاص" والدمار الذي طاول بيته ومرسمه وفقدانه جميع لوحاته وأدواته وكتبه بما حملت من "حياة وروح وذكريات". 

كما يبيّن أن الفنان "وثق حياة النزوح واللجوء وتنقله المستمر من مكان إلى آخر تحت القصف الوحشي والخوف من الفقدان والقلق من عدم القدرة على حماية الأحبة تحت سطوح الأسمنت الهشة. يقول بارود: "أرسم لأخبر الأصدقاء أنني ما زلتُ حياً"، الذي استمدّ منها عنوان المعرض.

من المعرض
من المعرض

ويلفت المنظّمون إلى أن بارود نشَر مدوناته بالأبيض والأسود أولاً بأول على صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح بمجموعها منذ بداية الحرب بمثابة معرض توثيقي احتجاجي مستمر بسقف زمني مفتوح، ونظراً لاستحالة نقل أعماله للعرض في الشق الثاني من الوطن المحتل، يعمل الغاليري للتغلب على هذه المعضلة. فيتعاونون على نقل أعمال بارود كما تصلنا بشكلها الرقمي وذلك برسمها مباشرة على الجدران، وكأنهم أداة لتحقيق معرض مستحيل، لفنان غزي يعيش الحرب منذ ستة أشهر بتفاصيلها المرعبة. 

يعمل الفنانان بارود وسباعنة معا على اختيار الأعمال وتقنيات نقلها إلى الغاليري قبل أن تمحى الأعمال كاملة عن الجدران في نهاية المعرض تأكيدا على مؤقتية الأعمال ومؤقتية محنة الحرب وأن كابوس الاحتلال سينتهي فـ"دوام الحال من المُحال، ليمثل المعرض لفتة "وفاء لميسرة بارود وللفلسطينيين في قطاع غزة، وإجلالاً لما مروا ويمرون به في هذه الحرب الإبادية الدموية"، بحسب التقديم.
 

المساهمون