في السابع عشر من هذا الشهر، احتفى العالَم، ومعه العديد من المؤسّسات الثقافية والبحثية والجامعية العربية، باليوم العالمي للفلسفة، وهو الموعد الذي ثبّتته منظّمة يونسكو منذ عام 2005 للاحتفاء بـ"القيمة الدائمة للفلسفة في تطوير الفكر البشري في كلّ ثقافة وفي كل فرد".
وإذا كانت أغلب المؤسّسات الثقافية العربية قد خصّصت للمناسبة برامج من يوم أو يومين، فإن مؤسسة "ميسلون" السورية (إسطنبول وباريس) شاءت الاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة عبر برنامج يمتدّ من السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وحتى نهاية الشهر.
ويشهد كلّ يوم من هذه الأيام ندوةً تُبَثّ، عند التاسعة مساءً بتوقيت دمشق، عبر تطبيق "زووم"؛ ويشارك في الندوات أربعة عشر باحثاً وكاتباً مهتمّاً بالفلسفة، ومثلهم عدداً من المعقّبين الذين يرافقون المتدخّلين في محاضراتهم، ويسيّرون حصّة الأسئلة والأجوبة التي تليها.
وإذا كانت النشاطات الثقافية التي تنظّمها الجمعيات السورية تُخَصّص في الغالب لباحثين وكتّاب من البلاد، فإن البرنامج الذي تقترحه "ميسلون" يكسر، لحسن الحظّ، هذه القاعدة، منفتحاً على الباحثين العرب، وهم الأغلبية في البرنامج الذي انطلق بمحاضرة لسعيد ناشيد من المغرب (الفلسفة والتنوير عربياً)، تلتها محاضرة لأيوب أبو ديّة من الأردن (الفلسفة والعدالة البيئية)، في حين يُختَتم البرنامج، نهاية هذا الشهر، مع محمد الحبيب أبو يعرب المرزوقي من تونس (ما أثر محدودية المدرسة النقدية العربية؟).
هذا المساء، تستضيف الندوة الباحث المصري جمال نصّار، الذي يدرّس الفلسفة والأخلاق في كلّية الإلهيات بـ"جامعة إسطنبول"، ويتحدّث في مداخلته عن "الأخلاق والفلسفة"، في حين تستضيف ندوة الغد الباحث اللبناني عدنان الأحمد، وهو أستاذ مساعد بالفلسفة في "الجامعة اللبنانية"، ويدافع في مداخلته عن "أصالة الفلسفة العربية".
وتتنوّع المشاركات التي تشهدها الأيام المقبلة في مواضيعها، حيث تعالج الكاتبة والمترجمة السورية نور حريري مسألة "الفلسفة والعلم والتحليل النفسي" (24 من هذا الشهر)، في حين يتناول الأكاديمي السوري الفلسطيني، أحمد برقاوي، العلاقة بين "الفلسفة والراهن" (26 من هذا الشهر)، بينما يتوقّف الباحث حسن مجيد العبيدي من العراق لدى "الدرس الفلسفي في العراق" (29 من هذا الشهر).