استمع إلى الملخص
- الكتاب يروي قصة مراهقين من مخيم شاتيلا يبحثان عن هويتهما ووطنهما، مستلهماً الأسئلة العميقة لأطفال اللاجئين الفلسطينيين حول النكبة وحق العودة.
- يجمع العمل بين التشويق والتعليم، مقدماً عناصر من التراث الفلسطيني كالتطريز والأغاني الشعبية، ويشارك فيه الفنان حلمي التوني بالرسومات، مسلطاً الضوء على قوة الرواية في تعزيز الهوية والتاريخ.
خلال مسيرتها البحثية، اهتمّت الأستاذة في قسم التنمية الدولية بـ"جامعة كينغز كوليدج" في لندن، ميسون سكّرية، بتناول شؤون القضية الفلسطينية من زوايا أنثروبولوجية وسياسية، كما درست في اشتغالاتها أحوال المنطقة العربية خلال العقد الماضي، مع تركيز خاص على فئة الشباب.
هذه المرّة تتّجه الباحثة في كتابها "العودة تبدأ منك"، الصادر حديثاً عن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت، إلى فئة عُمرية مختلفة تتمثّل بالفتيان والفتيات لتخبرهم، بلغة أدبية، عن عودة ممكنة وقريبة إلى فلسطين.
يحكي الكتاب، الذي وقّع رسوماته التشكيلي المصري حلمي التوني (1934)، وأشرف عليه الباحث في "جامعة مدينة نيويورك" محمد علي الخالدي، قصّة مُراهقَين فلسطينيّين من "مخيّم شاتيلا" في بيروت، رملة وعائد، يحاولان البحث عن وطن واكتشاف سبب كونهما لاجئَين، إلى أن تزورهما شجرة زيتون قديمة من فلسطين في المنام وتتحدّاهما قائلة: "العودة تبدأ منكما". ونتيجة لعدم قدرتهما على فهم ما تعنيه شجرة الزيتون بقولها هذا، يشرعان في حلّ لغز هذه الشجرة؛ فهل سينجحان؟
قصّة مُراهقَين من "مُخيّم شاتيلا" يحاولان البحث عن وطن واكتشاف سبب كونهما لاجئَين
تحاول سكّرية في قصّتها المحافظة على عنصر التشويق، كما تُنوّع بين تقنيات السرد والحوار؛ وفي مركز كلّ ما سبق تأخذ على عاتقها مهمّة تعريف القرّاء بأنماط التطريز التقليدي، والأغاني الشعبيّة في فلسطين، وأيضاً على تاريخ النكبة وتجلّياتها، والمقاومة الفلسطينية، وحقّ العودة. ويعتمد الكتاب على الأسئلة التي لطالما طرحها أطفال اللّاجئين الفلسطينيّين حول حياتهم ومصير وطنهم المسلوب.
ميسون سكّرية هي زميلة باحثة في "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" ببيروت، حائزة على دكتوراه من "جامعة بيركلي" في كاليفورنيا، ويرتبط جزء من بحثها بالإنتاج المعرفي للّاجئين في لبنان. صدر لها بالإنكليزية: "نهضة الشباب؟: سياسة الشباب في الاقتصاد العالمي" (بالشراكة مع ستيوارت تانوك، "روتلدج"، 2015)، و"فكرة عالمية: الشباب وشبكات المدن والنضال من أجل العالم العربي" (2023). أمّا حلمي التوني فهو رسّام وتشكيلي مصري، يُعتبر من أبرز مُصمِّمي الكُتب والمجلّات. رسَم عشرات الكُتب للأطفال، وخصوصاً مع "دار الفتى العربي"، كما أقام العديد من المعارض المحلّية والدولية.
الجدير بالذكر أنّ هذا الكتاب هو الثاني في سلسلة الكتب المُوجّهة إلى الفتيان والفتيات، التي تُصدرها "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، بعد الكتاب الأوّل الذي صدَرعام 2010 بعنوان "قول يا طير: حكايات للأطفال من التراث الشعبي الفلسطيني"، وهو من جَمْع وإعداد شريف كناعنة وإبراهيم مهوّي، ورسوم ضياء البطل (1978 - 2023)، وجنى طرابلسي وصفاء نبعة، وتصميم وإعداد فنّي لمنى السعودي (1945 - 2022).