وعد
الّذي صنعَ مقبضَ الباب
كانَ قد وعَدَها
أنْ يُمسِكَ يدَها
ويتجوّل بها كلّ ليلةٍ.
..
ما إن صدّقتهُ
وانسدّتْ بهدوء
حتّى صنعَ القفل.
■ ■ ■
صورة جماعية
حين أخذنا صورةً جماعيّة
لم نفكّر لحظتَها
أنّنا عندما نفترِق
ونمزّقُ الصّورةَ قِطعاً صغيرة
سيبقى وجهانا معاً
في قطعةٍ واحدة.
■ ■ ■
أرصفة
مِن فَرْطِ ما نِمْتُ على الرّصيفِ
نَمَتْ على جسدي
آثارُ أقدامٍ
وأعقابُ سجائرَ.
■
البردُ الّذي مَشى معي كلّ الطريق
حَسِبته رفيقَ عُمري
لكنّه في الحقيقةِ
كانَ يأكلُ فقط
من عظامي.
■
في اللّيل
نسترجعُ أنا والرّصيف
ثرثرةَ مارّةٍ مُزدحمين
ونبحثُ بينَ آثارِ الأحذيةِ
عنْ غرباءَ
مرّوا مِنْ هُنا
تماماً مثلنا.
■ ■ ■
ألمٌ واحدٌ
ألمٌ واحدٌ
أكثرُ وجعاً
مِنْ آلامٍ متفرّقة.
إنّ بي آلاماً
مشتّتة
في كلّ موضعٍ
ألمٌ على حِدة.
■ ■ ■
حيثُ ولدتُ
حيثُ ولدتُ
تولدُ النّساء ناضجات
شقراوات
كحَبَّات القمحِ البَلديّ
منحنياتِ الرّأسِ.
..
ربّما ذلكَ كان
من تعَبٍ أو خجلْ.
■
هنا
حيثُ ولدتُ
يولدُ الرّجال
من رحِمٍ خَشنٍ
كالجلابيبِ المنسوجةِ من صوفِ الغَنم
يُمضونَ العمرَ في احتساء شايِ العصر
يحملونَ بأيديهم
مَناجِلَ حادّةٍ
ولهفةً عارمةً إلى موسمِ الحصاد.
■
هنا
حيثُ ولدتُ
كلّ قصائدِنا تولدُ ناضجة
من خجلِ السّنابل
أو لهفةِ المناجل.
* شاعر من المغرب