نجية مهادجي.. صورة مجازية للجائحة

09 ديسمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تتكئ الفنانة التشكيلية المغربية نجية مهادجي (1950) في تجربتها على التراث الشرقي بأوسع امتداداته، حيث تستعير عناصر ومفردات من فلسفة الزن اليايانية والطقوس الصوفية والزخرفة الهندسية الإسلامية، إلى جانب توظيفها للميثولوجيا الإغريقية حين رسمت سلسلة أعمال تستنند إلى أسطورة إيكاروس الذي أذابت الشمس جناحيه وفارق الحياة بعد أن هوى صريعاً في أعماق البحر.

في عام 1994، رسمت سلسلة من القباب، رداً على جرائم الحرب المرتكبة في البوسنة والهرسك، مستندة إلى الشكل المثمّن بتمثّلاته في علم الكونيات التي تشير إلى وجود الله في كلّ مكان، وعادت إلى الموضوع ذاته سنة 2005، في مجموعة أعمال رقمية مستوحاة من سلسلة رسومات للفنان الإسباني فرانثيسكو غويا المعروفة بـ"كوارث الحروب".

(من المعرض)
(من المعرض)

حتى الثامن من الشهر المقبل، يتواصل معرض مهادجي الجديد الذي افتتح في رواق "إتيليه21" بالدار البيضاء أول أمس الثلاثاء تحت عنوان "شريان الحياة"، ويتضمّن مجموعة لوحات نفّذتها خلال العامين الأخيرين متأثرة بحالات الإغلاق والحجر بسبب انتشار فيروس "كوفيد – 19".

يشكّل المعرض امتدادًا لأسلوبها في التجريد واختيار رموز تحيل إلى اللحظة الراهنة في محاولة لاختزال مناخاتها في صور مجازية تعكس القيود المفروضة التي حدّت من حركة الناس وتنقلهم داخل المكان الذي يعيشون فيه، واعتمدت الخطوط القوية متفلتة من الإيقاع المنتظم للتعبير عن التعطّش للحرية؛ التعطش لعودة الحياة إلى طبيعتها.

غلاف الكتاب
(من المعرض)

تحاكي الخطوط الحركة بمفهومها الفيزيائي المرتبط بالجسد، والمعنوي المتعلق بالتفكير في ماهية الأفعال التي بات صعباً القيام بها، وتأتي الأعمال نتاج ورشة أنجزتها في مدينة الصويرة المغربية حيث تقيم بينها وبين باريس، وتتميّز هذه الخطوط بالحيوية والدينامكية واعتمادها ألواناً مثل الأزرق والأبيض بشكل أساسي.

وتستحضر مهادجي الحرية بمعناها الأوسع، سواء الجسدية والروحية والعقلية، مبرزة أن الانغلاق النفسي خلال فترة الحجر كان مؤلماً للغاية، وتذهب في عملها ضمن فضاءين: تأملي وروحي، مستخدمة الرسم على القماش بألوان الأكريليك، بوساطة فرشاة من الحجم الكبير تظهر ضرباتها بوضوح على سطه اللوحة.

ويتضمّن المعرض أعمالاً مستعارة من مجموعات عديدة لها مقتناة في "معهد العالم العربي" و"الصندوق الوطني للفن المعاصر"، و"مركز جورج بومبيدو" في باريس، و"المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" في عمّان، و"متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" في الرباط، وغيرها.

يُذكر أن نجية مهادجي حازت درجة الماجستير في الفنون الجميلة وتاريخ الفن من "جامعة السوربون" منتصف سبعينيات القرن الماضي، ودرجة علمية أخرى المسرح من "جامعة باريس الثامنة"، وأقامت العديد من المعارض في سويسرا والولايات المتحدة وفرنسا وقطر والأردن وتونس إلى جانب المغرب.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون