تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "أودّ أن أقابل الكاتب الموريسكي أحمد بن قاسم الحجري لأسأله أين خبّأ مخطوط "رحلة الشهاب للقاء الأحباب؟"، يقول الباحث التونسي.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- العديد من الأمور: مهام التدريس والتأطير في الجامعة، الانتهاء من بعض البحوث والإعداد للمشاركة في مؤتمر دولي بـ "جامعة نيويورك" في أبوظبي بدايةَ تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل.
■ ما هو آخر عمل صدر لك؟ وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل صدر لي هو كتاب "المشهد الموريسكي: سرديات الطرد في الفكر الإسباني الحديث"، وقد صدر في آذار/ مارس الماضي، في 640 صفحة، عن "مركز البحوث والتواصل المعرفي" في الرياض، بالاشتراك مع "مؤسَّسة التميمي" في تونس. حاولتُ في هذا الكتاب الإجابة عن سؤال بسيط ومعقَّد في نفس الوقت: كيف تطوّر الفكر الإسباني تجاه الموريسكيّين بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر؟ لديَّ عددٌ من الدراسات، غالبيّتُها بالإنكليزية، قيد الإعداد للنشر والطبع، ومعظمها حول تاريخ وتمثّلات المسألة الموريسكية والمتوسّط.
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك؟ ولماذا؟
- أعتقد أنَّ الباحث الجيّد يجب ألّا يكون راضياً أبداً عن إنتاجه؛ فالرضا يعني بلوغ المُنتهى، ولا أعتقد أنّ أي باحثٍ مهما كان علمه وحكمته يستطيع أن يبلغ هذه الدرجة. لكن، يمكنني القول إني راضٍ إلى حدٍّ ما عن المحاولة البحثية التي قمت وأقوم بها.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أيَّ مسار كنت ستختار؟
- كنت سأختار مساري الحالي نفسه. على الرغم من كلّ الصعوبات والعقبات والظروف الصعبة في بعض المرّات، فأنا سعيد بمساري وبالعمل الذي أقوم به. لقد اخترتُ أن أكون مؤرّخًاً منذ المرحلة الثانوية. ومنذ دخولي الجامعة كنت أعرف الاختصاص الذي سأدرسه، بمعنى أنّي مؤرّخ مع سابقية الإضمار.
معظمُ كُتبي حول تاريخ المسألة الموريسكية وتمثّلاتها
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أنتظر أن يُولي الأشخاص والحكومات اهتماماً حقيقياً، وليس مجرّد شعارات، بمسألة المناخ والبيئة. ما نعيشه حالةٌ من الجنون والإنكار، ستؤدّي إلى كارثة على البشرية جمعاء.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- من وجهة نظر براغماتية أو عملية بحتة، أودّ أن أقابل أهمّ كاتب موريسكي: أحمد بن قاسم الحجري، لأسأله أين خبَّأ مخطوط كتابه الضائع "رحلة الشهاب للقاء الأحباب"؟
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- لا أعود إلى كتاب واحد فقط، لكنّي كثيراً ما أعود إلى رواية "دون كيخوته" لـ ميغيل دي ثيربانتس، وخصوصاً الاستهلال؛ فما يذكره في هذا الجزء من الرواية رائع، إذ يفسّر ويسخر من العديد من الظواهر الاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها، التي ما زلنا نعيش على وقعها اليوم. كذلك، في مرّات كثيرة أعود إلى كتاب "الهويات القاتلة" لأمين معلوف.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- بصدد الانتهاء من مطالعة كتاب قصير بالإنكليزية، ولكنّه ممتاز جدّاً عن الشاعر ابن حمديس الصقلّي للأستاذ ويليام غرنارا، المدير السابق لـ"مركز دراسات الشرق الأوسط" في "جامعة هارفارد" الأميركية. يجعل هذا العملُ من ابن حمديس الصقلي وأشعاره نافذةً نُطلّ من خلالها على العصر المتقلّب الذي عاش فيه؛ أي النصف الثاني من القرن الحادي عشر والثلث الأوّل من القرن الثاني عشر.
■ ماذا تسمع الآن؟ وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أستمع لكلّ الأنواع الموسيقية تقريباً. لكنّي في هذه الأيام أستمتع - أنا وزوجتي - بإعادة اكتشاف فرقة "Gipsy Kings" أو "ملوك الغجر"؛ الموسيقى والغناء يحملانك إلى عوالم رائعة، وخصوصاً أغنية "Trista Pena".
بطاقة
كاتب وأكاديمي تونسي من مواليد 1984. أستاذ التاريخ الحديث في "جامعة تونس"، ومُتخصّص في الدراسات الموريسكية والعلاقات المغاربية/ الإيبيرية في الفترة الحديثة. من إصداراته: "السفارديم والموريسكيون: رحلة التهجير والتوطين في بلاد المغرب" (2015)، و"أحمد بن قاسم الحجري- ناصر الدين على القوم الكافرين" (2015)، و"المشهد الموريسكي" (2023). حاز عدّة جوائز؛ من بينها "جائزة الباحث الشاب" (2020) من "بيت الحكمة" في تونس.