تُعرض، اليوم، في "المركز الثقافي الملكي" في العاصمة الأردنية عمّان، مسرحية "المغنية الصلعاء" من إخراج علاء بشماف، عن اقتباس من النص الأصلي للمسرحي الروماني يوجين يونسكو (1909 - 1994).
يعد هذا العمل، من أول الأعمال البارزة ليونسكو. ظهرت سنة 1950. ومن خلالها، بدأت تتضح ملامح المشروع الذي سار فيه الكاتب الروماني، حيث يدمج تيار العبث (وظاهرته في الحياة المعاصرة) ضمن لغة رمزية ذات جماليات بصرية ولفظية. لذا عُدّت من بين منعطفات الفن الرابع في القرن العشرين.
يتّسم العمل بحدة نبرته الساخرة، وتتركّز هذه السخرة على أمرين: أشكال الحياة البورجوازية ووحدة الإنسان في العالم. وبالنظر إلى هذه الحدّة، سمّى النقاد، وبدفع من يونسكو نفسه، هذا العمل بـ "مسرحية مضادة"، فهي تتمرّد على الواقع بكشف عبثه، ثم لا تلبث أن تبحث عن خلل في مفهوم العبث نفسه.
يمتد العبث إلى عنوان المسرحية، والذي لا يمتّ إلى مضمونها بصلة، فقد التقط يونسكو عبارة "المطربة الصلعاء" من زلّة لسان أحد الممثلين، وإن كانت بعض العروض قد أقحمت هذه الشخصية في قراءات لمخرجين تجاوزوا نص يونسكو بكثير.
لعل تجربة بشماف تشكّل قراءة جديدة في هذا النص، ودفعاً له في أطر عربية تّتسم هي الأخرى بالعبث على مستويات عدة، من الحياة الثقافية وصولاً إلى السياسة والحرب. العمل من تجسيد كل من: فادي عبدو ورسمي عبدو ورنيم داود وأمجد المراشدة ومحمود عصام المجالي.
اقرأ أيضاً: ليلة بصحبة بيكيت.. مجنون القيادة