في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أُقيم للتشكيلي الكويتي حميد خزعل معرض بعنوان "هوامش من سيرة شهرزاد" في "قاعة بوشهري" في الكويت. حينها، لم يتسنّ للفنان حضور معرضه؛ إذ كان يتلقّى العلاج في لندن، التي رحل فيها أوّل أمس عن 65 عاماً.
يبدو أن خزعل في معرضه ذاك كان قد يلوّح متهكّماً، مُستعيداً التراث الذي شكّل هاجساً له، واشتغل عليه في لوحاته، وكذلك في مجموعة من مؤلّفات وضعها حول تأثيرات الموروث على المُنتَج البصري، مثل "التراث في الفن التشكيلي الكويتي"، إلى جانب عمله في توثيق الحركة التشكيلية في بلاده.
في عام 1970، حصل على دبلوم في التربية الفنية، ليعمل مدرّساً للمرحلة الابتدائية لمدة خمسة أعوام، قبل أن يغادر إلى القاهرة ليلتحق بكلية الفنون الجميلة، قسم الرسم والتصوير الزيتي.
هناك، أتيح له أن يدرس على يد مجموعة من الفنانين البارزين في مصر، مثل حامد ندا وكمال السراج ومصطفى الفقي. في 1981، أنهى دراسة البكالوريوس، وعاد إلى بلاده مُدرّساً، ثمّ عمل مُوجّهاً فنياً.
في أعماله، ظل خزعل مهجوساً بالإنسان، راصداً ما يطرأ عليه من تغيّرات تنتج عن التحوّلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها، لكنه لم يقع في شرَك المباشرة، ولا سيما أنه تأثّر بالمدرستين التجريدية والسوريالية.
في حوارٍ له، يقول: "إطار العمل الفني الذي لا يحمل فكرة يصبح خالياً من المعنى والمبنى. لا بد أن تكون لأعمالنا روح فلسفية هادفة غايتها إيجاد طريق أو سبيل مستنير للإنسان الحالي".
في معرضه الأخير، "هوامش من سيرة شهرزاد"، استحضر حكايات "ألف ليلة وليلة"، مركّزاً على حضور الديك، الذي كان، بالنسبة إلى شهرزاد، بمثابة المنقذ؛ فما أن يصيح، حتى يتركها شهريار ليوم في حياتها.
في معظم اللوحات، لم يحضر شهريار، وإن فعل، فبصورة لا تخلو من التهكميّة؛ ترافقه الأحصنة والقطط والطيور والأشجار والفاكهة؛ حيث يبقى وحيداً مُحاطاً بتلك التفاصيل التي كانت تملأ حكايات شهرزاد التي أنقذها الديك، وأخذها إلى الفجر الذي رحل الفنان وهو يحلم به.
اقرأ أيضاً: سامي محمد: زمن عربي من البرونز والحجر