رغم توسّع هذه التجارب وتناولها لجزء كبير من المخزون الصوفي التونسي، إلا أن هذا المخزون يبدو قابلاً للاشتغال عليه أكثر وأكثر، حيث أنه في صيف 2016 ظهرت تجربة جديدة بعنوان "الفزعة" تقدّمها "فرقة التخميرة".
غداً الثلاثاء، في ثاني أيام عيد الأضحى، تقدّم الفرقة العرض الثالث من "الفزعة" في قاعة "ماجستيك" في مدينة بنزرت، أقصى شمال تونس، على الساعة الثامنة مساء. العمل من تصوّر وإنتاج هارون بن حريز، ويديره موسيقياً عاطف زهمول وأشرف على إخراجه عبد الملك بن صالح.
تستند التجربة الجديدة إلى تراث "الزاوية البنزرتية" أي ذلك التراث الذي يُنتجه ويتوارثه المجتمع في تلك المدينة والبلدات القريبة منها كـ جرزونة ومنزل عبد الرحمان وسيدي سالم.
في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول المخرج "يقوم العمل من زاويته المرئية التي اهتم بها على إعادة بناء أجواء الزاوية على الخشبة، ولكن المشروع يمتد إلى البحث في الرصيد الموسيقي للزاوية والأنماط الموسيقية المختلفة التي تقوم عليها".
يشير بن صالح إلى أن "الفزعة" لا تحاول استحضار الآلات الموسيقية التقليدية فحسب، بل تدعم منطوقها الموسيقي بآلات حديثة، وهذا الخليط بين المعاصر والتقليدي نجده أيضاً على المستوى المرئي من العرض".
عن اختيار عنوان العرض يقول بن صالح: "تعني مفردة الفزعة ذلك الصوت الذي معه تبدأ الزاوية في الإنشاد، وبما أن هذا هو الإنتاج الأول لفرقة "التخميرة" فقد اخترنا عنوان "الفزعة" لعرضنا".
وعن التشابهات الممكنة بين العرض الجديد والعروض الجماهيرية الكبرى كـ "الحضرة" و"الزيارة"، يقول بن صالح بأنه "من الطبيعي أن نتعلّم منها الكثير وأن تكون في أذهاننا كمراجع ولكننا من خلال البحث نحاول الوقوع على ما هو مختلف وهو ما يضمنه التخصّص في تراث منطقة، وإن كنا منفتحين على بقية الأرصدة المؤثرة فيها من مناطق أخرى، أي أن ثمة تشابه بين هذه التجارب ولكن ثمة أيضاً فروقات".