"الفكر في الخليج": مشهد التغيّرات من أعلى

المؤتمر الذي افتتح أمس، اختار في دورته الحالية الوقوف عند الواقع الذي تعيشه البلدان الخليجية في أكثر من مستوى، وإن لم يقترب من السياسة بشكل مباشر، إذ يرى المنظّمون أن "الوضع الفكري الذي يمر به المجتمع الخليجي، لا ينفصل عن السياق الاجتماعي والثقافي، في عصر يصعب فيه السيطرة على الأفكار والقناعات، أو إعادة توجيهها، في ظلّ الثورة الرقمية التي باتت متاحة للجميع بالتأثير والتأثير المضاد في أفكار أبناء الأمة".

تُقدّم في جلسة اليوم ثلاث أوراق، هي: "دور التنوع المذهبي في دعم الفكر في الخليج العربي" للباحث عيسى الشارقي من البحرين، و"قدرة المؤسسات الأكاديمية على التجديد الفكري في دول الخليج" للأكاديمي محمد المعشني، و"دور المرأة الخليجية في البناء الفكري" للباحثة رنا بنت حمدان الضويانية من عُمان.

واشتمل يوم الاقتتاح على جلستين؛ الأولى تضمّنت ورقة بعنوان "القدرة على بناء فكر مشترك في منطقة الخليج" للأكاديمي خليفة بن أحمد القصابي من عُمان الذي تحدّث فيها عن التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية الجارية، وعدد من قضايا الفكر العربي المعاصر والكتابات الحديثة التي تناولها عدد من الباحثين والمفكرين، إلى جانب الأزمات الفكرية كالتوفيق بين التراث والحداثة والمشاركة في الإنتاج العالمي، وأخرى بعنوان "مؤسسات المجتمع المدني ودورها في البناء الفكري" للباحث محمد حمود البغيلي من الكويت، الذي أشار إلى أن "الفكر أو التفكير هو اشتغال العقل للتوصّل إلى مشكلة ما وذلك لإيجاد حل لها أو تأسيس نظرية محدّدة"، مستعرضاً التجربة الكويتية باعتبار "المجتمع المدني كمفهوم تنظيم الجماعات من دون قيود أو اشتراطات لتحقيق مصالح تلك الجماعات في نواحٍ عدّة تعدّ التنمية الثقافية في صدارتها".

في الجلسة الثانية، قدّم الباحث خالد العضاض من السعودية ورقته المعنونة بـ"الخلل الفكري المؤدي للتطرّف، ونصيب الخليج العربي منه"، مشيراً إلى أن "أهم أسباب هذا الخلل يكمن في احتكار الحق ورفض الاختلاف وعدم حماية الفرد المختلف"، وتناولت الكاتبة شميسة النعمانية من عُمان "الإعلام وعلاقته بالطرح الفكري في منطقة الخليج" عبر رصدها تجربة مجلتي "التفاهم" العُمانية و"عالم الفكر" الكويتية وواقع الصحافة الثقافية عربياً بشكل عام.

من جهة أخرى، تُقام ضمن الدورة الحالية من "مهرجان مسقط" فعاليات ثقافية وفنية؛ من بينها: "ملتقى عُمان الدولي للتصوير الضوئي" الذي ينطلق في الثاني من الشهر المقبل، وندوة بعنوان "الاستثمار في سوق الكتب"، ومحاضرة "الأبعاد الحضارية للأفلاج العُمانية".