يضم المعرض أعمالاً تشكيلية ونحتية وتجهيزات لكل من: آرام هاكوبيان، وروبين أبوفيان، وسركيس هامالباشيان، ودورين مراديان، وآرمين غيفورجيان، وتيغران ماتوليان، ومارات مارجاريان، وروبن غريغوريان، وإيغور برون وآخرين.
من بين النحاتين الحاضرة أعمالهم آرا ألاكيان، الذي يشتغل على النحت بخامة المعدن فيستخدم الصفائح الحديدية والبرونزية ويقوّسها ليشكل منها كائناته الخرافية وحيواناته وطيوره. كما يحضر النحات رافي توكاتيليان الذي يشتغل أيضاً على الحديد مع مواد مختلطة، ويجسد تماثيل شخصيات في حالة حركة راقصة.
أما لوحات مارات مارجاريان فتعود إلى الطبيعة، وتتنقل بين تصويرها بريشة انطباعية قبل أن تطعّمها بشيء من السريالية في أعماله الأحدث، فنلمس الفرق الكبير بين ريشته في 2012 وبينها في 2018.
السريالية بوجهها الكامل وحضورها الفعلي تظهر في أعمال روبين غريغوريان التي لا تخلو من التأثر بمشاهد الرعب السينمائية؛ الشخصيات في أعماله كالأشباح، تطير بلا رؤوس أو تعبر من جدار، ثمة تفاصيل من الأزياء التقليدية الأرمنية، شالات من الكروشيه وفساتين مطرزة.
مروحة المدارس التي تندرج تحتها أعمال الفنانين المشاركين واسعة، سنجد التكعيبية والتعبيرية والسريالية، كما أن قائمة المواضيع والثيمات التي شغلت التشكيليين لا حصر لها، ولكنها تركز بشكل أساسي على الطبيعة والطبيعة الصامتة.
وربما تكون علاقة الفن الأرمني بالعموم بالطبيعة وألوانها، علاقة أولية مؤسسة، حيث هيمنت الألوان الحيوية الواضحة والمنمنمات والتطاريز الصغيرة والتصاوير التي تأثرت بحضارات شرقية وغربية، إلى جانب حضور أيقونات الفن المسيحي الشرقي، ونسج السجاجيد المزركشة والمفعمة باللون.
كل هذه الثيمات تركت بصماتها على ذاكرة الفنانين، فلا نرى هيمنة للثقافة البصرية الأوروبية، بل فرادة تجمع الذاكرة الأرمنية التقليدية بالفنون المعاصرة لينتج هذا المزيج الفريد، الذي نراه في بيوت آرام هاكوبيان وهي تعتلي الجبل، أو أطباق فواكه شوتا فوسكانيان وإيغور برون أو مزهريات أفتيس كاشاتريان أو نساء إريج إلباكيان، أو أسماك أرثر هوفانسيان.