العرض يؤديه واحد من أشهر مغني التينور الإيطالي فابيو أرميلياتو (1956)، يرافقه فيه عازف البيانو فابريتسيو موكاتا.
يعود الثنائي، المغني والعازف، إلى تجربة من أوائل القرن العشرين قدّمها التينور الإيطالي تيتو سكيبا (1888-1965) ومؤلّف الأغاني والممثل الفرنسي الأرجنتيني كارلوس غارديل (1890-1935)، حيث جمعت الفنانيْن صداقة كبرت مع تعاونهما الفني.
تقول المؤرخة الفنية سيمون كوليه في كتابها "زمن كارلوس غارديل" إن "الفنان الأرجنتيني أعطى بعداً جديداً لعمل سكيبا، فإن كان الأول قد تدرّب على الأوبرا الإيطالية العريقة وأصبح أبرز نجومها في عصره، فإن غارديل أتى من بلاد التانغو التي نشأ فيها هذا الفن ومنها خرج مع المهاجرين إلى العالم، فكانت الخلطة التي جمعت بين كلاسيكية الأوبرا وحيوية التانغو مزيجاً جنونياً جريئاً عاش طيلة هذا السنوات في الذاكرة الموسيقية العالمية".
تأتي تجربة أرميلياتو اليوم لتمزج بين "البل كانتو" و"التانغو" وتقدّم نوعاً مسرحياً جديداً هو الـ "كان تانغو"، وتشارك في عرض "الأوبرا السلطانية" الممثلة الأورغوانية ناتاليا بولاني التي ستقوم بإلقاء النصوص حول تاريخ التانغو بطريقة مسرحية، حيث تعود في رحلة إلى نهر ريو دي لا بلاتا في الأرجنتين والأوروغواي في عصر ظهور فن التانغو.
لن يخلو العرض من لوحات رقص التانغو التي يقدمها الراقص لوس غوارديولا، إلى جانب عرض فيديو يرافق الرقصات.
يذكر أن أرميلياتو يعتبر من أفضل من أدّوا أعمال أوبرا بوتشيني وفيردي، وقد اشتغل مع أهم مسارح الأوبرا من نيويورك إلى اليابان، وظهر في أعمال سينمائية مثلما فعل حين غنى في فيلم "إلى روما مع الحب" لـ وودي آلن.