في العالم العربي، انطلقت خلال السنوات الأخيرة محاولات لتقديم محتوى سمعي مع تراجع مستويات قراءة الكتب الورقية باعتباره بديلاً قد يعوّضه، لكنها تصطدم مع معوقات عدّة تتعلّق أبرزها بالإصدارات المنتقاة إذ تركّزت في مجالات محدّدة مثل الشعر والكتب الأكثر مبيعاً والمؤلّفات الدينية بشكل كبير، كما تفتقر بعض تلك التسجيلات إلى سلامة اللغة والأداء.
"راوي الكتب" مؤسسة قطرية تعمل على تطوير قنوات التوزيع التي تدعم المحتوى العربي والكتب العربية الصوتية، وقد أعلنت منذ أيام عن حملتها لإطلاق التطبيق والموقع الإلكتروني لمشروعها التثقيفي متضمناً مجموعة من العناوين البارزة التي بلغت ستّة وعشرين حتى اليوم، حيث يمرّ حالياً بالمرحلة التجريبية ويعكف عدد من التقنيين على تنقيته من أي مشكلات قد يتضمنها التطبيق عند الطرح.
شاركت المؤسسة في الدورة الأخيرة من "معرض الدوحة الدولي للكتاب" التي اختتمت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي في جناح خاص بها، في خطوة تهدف إلى "الالتقاء بالجمهور وعرض ما تقدّمه من تطبيقات إلكترونية وإصداراتها الحالية"، بحسب تصريحات القائمين عليها.
كما تسعى "راوي الكتب" إلى عقد شراكات مع وزارة الثقافة القطرية ومؤسسات أخرى، بغرض إطلاق كتب مسموعة عن إصداراتها، مع تأكيدها على أن "إنتاجاتها الصوتية ليست بديلاً عن الكتاب الورقي بل تأتي كمكمل له، ومعرّف لقيمة القراءة لشريحة واسعة من القراء أصبحوا أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا، ويفضّلون تلقّي المعرفة بالاستماع أكثر من القراءة بفعل ضغوطات العصر"، على حدّ تعبيرها.
تركّز المؤسسة على القارئ الصغير، ما يوضحّه توّجهها في إصداراتها الأولى إلى نشر كتب الأطفال منها "عرف الديك"، و"الأطفال وقوس الألوان"، و"الابتسامة السوداء"، و"الولد والريح"، و"بلا قبعة"، و"ثعلوب وبحيرة السمك"، إلى جانب إصدرات أخرى مثل "مذكرات وريثة العروش" لـ فايق الشيخ علي، و"نساء على سفر" لـ هيفاء زنكنة، و"مذكرات أميرة عربية" لـ عبد المجيد حسيب القيسي، و"سر الجزيرة السوداء" لـ سمير بن خرف الله.