يشير الباحثون إلى أصول فن الكناوة في المغرب تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي، مع هجرة موجة من المواطنين الأميركيين السود وتفاعلهم مع الموسيقى المغربية والصوفية منها خاصة، لكن آخرين يرون أنها بدأت في غرب أفريقيا مع بداية عهد الرق كنوع من التعبير عن تخريب الرجل الأبيض لبلدان القارة السمراء.
وتشكّل آلة الكنبري الأساس لعزفها والتي تعبّر موسيقاها عن هجرة الأفارقة قسراً من بلدانهم وأسرهم، وإجبارهم على أعمال السخرة وخاصة في الزراعة، وكذلك عن الخيرات والغلال التي حصل عليها الأوروبيون على يد الرقيق الذين أفنوا اجسادهم وأعمارهم جراء ذلك.
تنطلق فعاليات الدورة الحادية والعشرين من "مهرجان كناوة وموسيقى العالم" في مدينة الصويرة المغربية مساء بعد غدٍ الخميس، وتتواصل لثلاثة أيام في "تظاهرة تأسّست عام 1997 وتسعى إلى تطوير مشروع يصنع من التراث المغربي ومن تاريخ الموسيقى العالمي مزيجاً من نوع خاص"، بحسب بيان المنظّمين.
تُفتتح الدورة الحالية بحفل لفرقة "سناركي بابي" الأميركية التي تأسّست عام 2004 وتقدّم أنماطاً مختلفة من الجاز والفانك والغوسبل، وقد أصدرت عدّة اليومات منها "الثابت الوحيد" (2006)، و"العالم أصبح أصغر" (2007)، و"أخبر أصدقاءك" (2010)، و"عشاء عائلي" (2013)، و"نحن نحبها هنا" (2014)، ويشاركها الحفل المعلم حميد القصري الذي يؤدي أغاني مثل "الوالي مولاي حمد"، و"الله دايم"، و"لالة عيشة"، و"الحومر"، و"آش هاد الزمان".
وتحضر مدرسة كناوة الدار البيضاء في اليوم الأول بحفل لكلّ من المعلم إسماعيل رحيل وإبراهيم حمام، وخالد سانسي، إلى جانب مشاركة المعلم كاديري حسن وعمر حياة، كما يكّرم عدد من معلمي الكناوة في مدينة الصويرة.
في اليوم التالي، يقام حفل لفرق "غانغا تمنارت" و"حمادشة الصويرة" و"أحواش حاحة" و"فاتوماتا دياوارا" والثلاثي هولاند وحسين وبوتر، وأسماء حمزاوي وفرقتها "بنات التومبوكتو" والمعلم عبد السلام عليكان والمعلم عبد القادر أومليل والمعلم معدولا، ومن مدرسة مراكش يشارك مولاي الطيب الذهبي وطارق آيت حميتي وهيشام مرشان.
يختتم المهرجان بحفل تشاركم فيه فرق "عيساوة الصويرة" وأفريقيا كماوة أكسبريونس" و"أفريقيا يونايتد" و"بينين انترناشونال موزيكال"، والمعلم مختار غانيا والمعلم حسن بوسو، وديفيد أوبالي وعمر البرقاوي.
ويعقد المنتدى السنوي بعنوان "حتمية المساواة" يتحّدث خلاله عدد من الباحثين في أربع جلسات حول التمييز والانصاف، ومسارات الإصلاح، ومبادرات حقوقية في قضايا المرأة، والفوارق الدائمة.